حين اختارت سوق عكاظ الغناء العراقي لتصافح به أسماع الهواة، كانت تعي أنها تختار مايستحق أن تكمل به
تعاكظ فنونها.
وقد أدركت بحدسها الذي لايخيب أن الفن العراقي ليس طارئًا على خارطة الفن العربي٬ فجعلته هديتها لجمهورها العريض.
مساء مختلف ذلك الذي يكون فرسانه القيصر كاظم الساهر٬
والبرنس ماجد المهندس
تؤكد به الطائف حضورها كعاصمة للفنون٬ وهي من دون شك تسجل حضورًا يليق بها٬ حين تستعيد في ليلتها الغنائية طريق الريادة
التي صنعتها في أزمنة خلت٬ حين كانت حاضنة للفن والفنانين٬ وترعرع في ذلك الحضن أساطين الفن السعودي
وهاهي تستعيد بالفن العراقي
وهجها من خلال سوقها الأشهر (عكاظ)٬ وتمنح غناء العراق حضورًا مستحقًا يليق بمكانته حيث يتربع الغناء العراقي على رأس قائمة الفن العربي٬
بل هو بكل المقاييس فن أصيل وخالد يرتكز على تاريخ طويل يمتد إلى أزمنة سحيقة منذ نشيج جلجامش الذي يفيض حزناً على صديقه الفقيد٬
ويستلهم من إبراهيم الموصلي أبوته للغناء العربي برمته
يكفي الغناء العراقي فخرًا شهادة قامة فنية بحجم موسيقار الأجيال محمد بن عبدالوهاب حين قال:
“كل الغناء العربي يدور في فلك الموسيقى المصرية عدا الغناء العراقي فإنه يدور في فلك خاص به”.
ومن الحقائق التي لاتغيب عن ذهن المتابع أن الفن العراقي فن قادر على الولوج إلى كل القلوب دون استثناء حتى الطفولة لاتنجو من شجن العراق، وقد قُدّر لأذن الطفولة مني أن تصيخ إلى إذاعة بغداد
لتلتقط منها ما استطاع أن يستأثر بها أكثر
فكان سعدون جابر
ويا (طيور الطايرة روحي لهلي ) تأسيسًا ملهمًا٬
ولحظات استماع صنعت تكوينًا خاصًا مشدودًا إلى عراق الحضارات وفجر التاريخ
وأزمنة الفن.
1
الغناء العراقي جميل
لكن عكاظ أجمل منه
نستطيع القول أنك أبدعت