د. عبدالله التنومي

خطأ لفظ السعودية الرابعة

خلال القرون الثلاثة الماضية سقطت الدولة السعودية الأولى، ثم الثانية على يد الدولة العثمانية وأذرعها في الشرق الأوسط، وكان سقوط الدولة السعودية الثانية في عام ١٣٠٩هجرية، وكان آخر ملوكها الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي والد الملك عبدالعزيز رحمهم الله، فغادر وكافة أسرته إلى الكويت، وكان عمر ابنه عبد العزيز ستة عشر عامًا، وفي عام ١٣١٩ هجرية استعاد الملك عبد العزيز الرياض، وهو في السادسة والعشرين من عمره وبدأ في توحيد البلاد والعباد ممن كانوا في ظل حكم آبائه و أجداده، حتى اكتمل العقد في عام ١٣٥١هجرية، وتم تسميتها المملكة العربية السعودية.
والمؤرخون يسمونها الدولة السعودية الثالثة لسقوط الأولى، ونشأت الثانية، ثم سقوط الثانية، ونشأت الثالثة على يد الملك عبد العزيز الذي توفي عام ١٣٧٣هجرية، واستلم المُلك ابنه وولي عهده الملك سعود، ثم الملك فيصل ثم الملك خالد، ثم الملك فهد والملك السادس، كان عبدالله رحمهم الله أجمعين وكل هؤلاء الملوك يمثلون حقبة الدولة السعودية الثالثة.

ثم استلم الحكم الملك السابع سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله-، وفي عهده تغيرت الكثير من العناوين الهامة للمملكة بقفزات تاريخية ومنها:
أولها عاصفة الحزم التي لم يكن العالم يعلم بأن المقاتل السعودي بهذه المهارة القتالية العالية.
وتم تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، وهذا الاختيار يُحسَب للملك سلمان تاريخيًا أن ولي العهد من الجيل الثاني يتمتع بروح القيادة، ويحمل صفات وقواعد الماضي وفكر الحاضر والمستقبل.

وشاهدنا حركته الديناميكية في السياسة، والاقتصاد، والأمن، والدفاع، وفتحه باب الاستثمار والاستفادة من كل الفرص المتاحة لفائدة المواطن السعودي، وهذه القفزات التاريخية في الانفتاح على الشرق والغرب، وتعزيز الاقتصاد وتجفيف منابع الفساد في الداخل، وتصحيح اتجاه الكثير من الإدارات الحكومية، واختيار الكوادر القيادية لمواكبة احتياجات الحاضر والمستقبل.
ونحن كمواطنين فرحين بالصعود المتزن نحو العالم الأول بإذن الله.
ومن هنا ظهرت بعض المسميات والألقاب المستحقة للسعودية، والمواكبة لهذا التقدم الحضاري الكبير.

جميعنا نألفها كالسعودية العظمى، وقد نتوقف عند مسمى السعودية الرابعة؛ وذلك من الناحية التاريخية؛ فالقفزات التي حصلت في العهد السلماني تُحسب، وتُجير لكل الدولة السعودية الثالثة بدءًا من المؤسس الملك عبدالعزيز، ومرورًا بملوكها السابقين؛ فالملك سلمان خلاصة فكر ستة ملوك خلّدهم التاريخ لما يتمتع به من حكمة وسعة أوفق وروية، ثم توّج ذلك بالحزم المعهود عنه منذ ٥٠ عامًا.

وسوف يسجل التاريخ أن الأمير محمدبن سلمان خلاصة الخلاصة لحكمة وفكر ملوك الدولة السعودية الثالثة السبعة بدءًا من جده؛ ومرورًا بأعمامه وانتهاءً بوالده.

إذًا الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده في طريقهم بالدولة السعودية الثالثة إلى مصاف العالم الأول في كثير من المجالات، بل إن مدينة نيوم لوحدها تُعتبر تاج علوم العالم الأول، وتُعتبر الدولة السعودية الثالثة رائدة العالم في هذا المجال.

ومن أجل ذلك نحن نزدهر في عهد الدولة السعودية الثالثة، وليس الرابعة لأن هذه التسمية تحتاج إلى أمر ملكي.

وعاش سلمان…

عبدالله التنومي

الباحث في ادب التاريخ الاسلامي والانساني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى