بإعلان ضبط أول حالة تحرش في محافظة جدة لشاب يبلغ العشرين من عمره بسيدة في الخمسينات تقريبا تقود سيارتها الخاصة في شارع عام وإحالة المتحرش بواسطة الدوريات الأمنية إلى قسم الشرطة. وقد تنازلت السيدة عن حقها الخاص في حينه بعد توسلات متكررة من أهل الشاب بالعفو بعد معرفته للخطأ المرتكب. ويتبقى فقط الحق العام وهو رهن الأنظمة المتبعة في الجهات الجزائية المختصة. وحقيقة غير مستغرب حدوث مثل هذه المشكلة من بعض الشباب غير المنصبط أخلاقيا وليس بجديد ..! فقد سبق حالات تحرش أخرى مشابهة في وقت سابق في الطرقات العامة، أو في الأسواق التجارية. ولذلك صدر نظام مكافحة التحرش بشكله الراهن. وهذا لا يعني عدم وجود هذا الرادع سابقا وإنما نظمت آلية العمل الجديدة؛ لمواجهة كل متحرش بعد السماح للمرأة مؤخرا بقيادة السيارة في السعودية بمفردها .
وصراحة نشد من أزر الجهات الحكومية المختلفة ذات العلاقة في ضبط الحالات المنحرفة وتشديد العقوبات النظامية ضد المعتدين في كل مكان. ليس بحالات التحرش الواقعة على قائدات السيارات فحسب بل في كل جهة : في الشوارع الرئيسية، وفي الميادين العامة، وفي الأسواق المختلفة، وعند المدارس الحكومية،وعند الكليات والجامعات. وفي المقابل يجب على المرأة أن تلتزم بلباس الحشمة والأدب والوقار.. وأن لا تبدي زينتها إلا لمن أذن لها المولى عز وجل في كتابه الكريم سواء أب، أو زوج، أو أخ، أو ابن. ففي بعض الحالات العامة تجد بعضهن يلبسن بشكل ملفت جدا للنظر، وبجميع أشكال الإثارة . مما يثير فضول الآخرين ومضايقتهم. وهنا يتوجب على الطرف الأول الالتزام بشرع الله تعالى في الحجاب، وعلى الطرف الآخر غض النظر في كل حال .
إن على المرأة السعودية خاصة والمرأة المسلمة عموما في هذا البلد المحافظ الاعتزاز بهويتها الإسلامية الأصيلة من خلال التقيد الكامل بحجابها في كل أوقاتها، وفي كل ذهابها وإيابها .. وبما فرضه عليها دينها الحنيف. وقد لفتت الإعجاب كثيرا تلك السيدة الوقورة الحاصلة على الشهادة العليا من أكبر الجامعات وهي بكامل حجابها ولم يزدها إلافخرا وشرفا واعنزازا. وممالفت النظر أكثر تلك السيدة الأمريكية المسلمة التي كانت تجلس بجوارها وهي تفتخر وتنصح صراحة بأهمية الالتزام بالحجاب وتؤكد على سعادتها الحالية .. بعد حياة مادية صاخبة، وحرية زائفة لم تضف لها أي سعادة تذكر. وعلى أي حال كما أن هناك بعض حالات تحرش نرفضها في مجتمعنا ونأمل أن تضرب بيد من حديد فورا .. هناك بعض حالات إثارة نرفضها أيضا ولا نرجو أن تكون في حياتنا أبدا .