دائمًا ما تتجه الجامعات والجهات الأكاديمية إلى إلزام طلابها بالتدريب العملي لدى الجهات الحكومية أو الاهلية أو الشركات كل حسب تخصصه، خاصةً الذين شارفوا على التخرج، إيمانًا منها بأهمية التدريب في إعداد الطلاب وتأهيلهم وإكسابهم الخبرة العملية قبل التخرج، وصناعة كوادر متميزة تجمع بين الفكر النظري والتطبيقي، وتقليل الفجوة بين متطلبات سوق العمل والكوادر المؤهلة المتوفرة لتلبية هذه المتطلبات.
ولكن ما نراه على أرض الواقع يأتي مخالفًا لذلك، ولم يتحقق الهدف من هذا التدريب، فالموضوع أصبح شكليًا أو صوريًا لدى معظم الجهات التي تقوم بتدريب الطلاب، ولا يتم التعامل معهم بشكل جدي، بل ويتم في معظم الأحيان منحهم أعلى درجات التقييم دون إخضاعهم لتجربة حقيقية أو تكليفهم بأعمال ومهام تتناسب مع دراستهم أو تدريبهم بالشكل المطلوب، وربما دون حضورهم أصلًا في بعض الأحيان، إما بسبب عدم خبرة من يقومون بالتدريب في تلك الجهات، وعدم معرفتهم بأساليب وطرق التدريب أو لعدم وعيهم بأهمية التدريب، أو ربما تعاطفًا معهم ورأفة بهم، معتقدين أنهم بذلك يقدمون لهم خدمة لمساعدتهم على التخرج والحصول على الشهادة بأيسر الطرق، ولم يعلموا بأنهم قد يجنون عليهم ويكونون سببًا في تدني مستواهم العلمي والعملي، الذي سيكتشفه الطالب فيما بعد عندما يصطدم بسوق العمل !!
لقد أصبح التدريب جزءًا لا يتجزأ من المسؤولية الاجتماعية لتلك الجهات والشركات، فهو لم يأتِ من فراغ ولكن لما يوفره من فرصة كبيرة للطلبة لإعدادهم إلى سوق العمل من خلال تمكينهم من تطبيق المفاهيم والمقررات التي درسوها نظريًا على الواقع العملي، وأيضًا لتجهيزهم لتحمل المسؤولية والالتزام بالمواعيد والتعامل مع الجمهور والموظفين وغيرها من مهارات العمل الجماعي.
فلم يعد التدريب أمرًا كماليًا أو روتينيًا، بل إنه حاجة ملحة لإعداد كوادر مؤهلة وقادرة على خوض غمار العمل، كما أنه يعطي للطالب مؤشرًا عن مستواه الحقيقي ويمكنه من اكتشاف مهاراته وقدراته التي تحدد اتجاهاته فيما بعد، ويجعل الطالب قادرًا على تحديد نقاط قوته وضعفه، لذلك فينبغي على الجهات التي تقوم بتدريب الطلاب أن تولي هذا الموضوع اهتمامًا وجدية، وأن تعي بأن التدريب لا يقل أهمية عن الجانب الأكاديمي، بل ربما يفوقه في الأهمية.
وأختم حديثي بالمثل الصيني الذي يقول:
لا تعطيني سمكة .. ولكن علمني كيف أصطاد
• طبعآ لايمكن ان نعتبر التدريب
فاشل في كل الجهات القائمة عليه
واوفق الكاتب بوجود عدم اهتمام
من بعض الجهات ويعود السبب لعدم اهتمام الجهة طالبة التدريب ثم الجهة المُدربة
اتحدث عن تجربة طويلة في المجال التربوي كنا نستقبل عدد من طلاب السنوات اوالفصول الأخيرة في العديد من التخصصات للتدريب في المدارس وكنا نطبق عليهم نظام العمل المطبق مع المعلم في المدرسة حضور وانصراف واداء بل ومشاركة في النشاط وضوابط العمل تحت اشراف المعلم الأصلي للمادة
وتمكين المشرف عليهم من زيارتهم والمشاركة في توضيح
نقاط القوة والضعف في المتدرب
ولم نكن نكيل لهم الدرجات
بل تكون الفترة نموذج للمتدرب
للعمل المقبل اليه
اما اعتبار فترة التدريب فترة روتينية فلم نكن نقبل به
بل لم نكن نكيل لهم درجات
وحدث ان اعدنا بعضهم للجامعة
لعدم التوافق ،،،
خالد محمد الحسيني