التوطين الوظيفي مطلب أمني وطني يعني بشغل الوظائف القيادية والإدارية والمهنية في القطاعين الخاص والعام بأيادي وطنية خالصة، وقديمًا قيل (مايبني في البير إلا حصاها)
وصدق من قال ذلك، فلا يعز الديار إلا أهل الديار، والوطن يُبْنى بسواعد أبنائه وهم له أخلص وبه أبخص.
وقد خطت وزارة العمل خطوات مشكورة تجاه توطين وظائف القطاع الخاص، ولكن الملاحظ أن بعض المؤسسات والشركات لم تبادر إلى تنفيذ قرارات وزارة العمل بالشكل المطلوب، واكتفت بتعيين المواطن السعودي على الوظائف المتوسطة والدنيا، وادعت سعودة الوظائف، وروجت لنفسها نسبًا في السعودة قد تصل الى 98 %، ولكن السر فيما تبقى من النسبة وهم يمثلون الأجانب المتبوئين المناصب القيادية والإشرافية وهذا يعني:- ليتك يابو زيد ما غزيت !!
وللأسف الشديد أن بعض الرؤساء التنفيذيين والمتنفذين يستبعدون أي شاب سعودي طموح لمجرد تفكيره في الوصول إلى المناصب القيادية أو الإشرافية بأي ذريعة تحميهم من غضب وزارة العمل، مما يؤدي إلى إحباط زملائه الآخرين الذين يتمتعون بنفس الشعور ولديهم نفس الطموح.
كذلك بعض الاشتراطات المبالغ فيها التي تطلبها بعض الشركات بهدف التعجيز كسنوات الخبرة والعمر وتعنونها بالأفضلية للسعوديين !!
كيف تتوفر الخبرة لخريج كلية الهندسة المبتعث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إن لم تحتويه شركاتنا الوطنية، وتصقل موهبته ؟!
لذلك فإنه من الواجب توظيف الشباب السعودي في الشركات التي يملكها سعوديون وتحفيزه وصقل موهبته، وبذل كل ما من شأنه تطوير مهاراته وزيادة خبراته، ولو افترضنا أن صاحب الشركة أجنبي فهذا ليس عذرًا لعدم توطين الوظائف، فقد رأينا كثيرًا من الدول توافق على الاستثمارات الأجنبية شريطة توظيف مواطنيها.
ولا يقل الحال في القطاع الحكومي عما أشرنا إليه في القطاع الخاص، وقد تكون الحاجة مُلِحّة لشَغل بعض الوظائف المهنية كالطب والهندسة، ولكن يُفترض أن يكون هناك جدول زمني لإحلال الكادر السعودي بدلًا عن الأجنبي في مدة زمنية لا تتجاوز بضع سنوات.
نحن لا ننكر جهود أشقائنا العرب وأصدقائنا من غيرهم، فقد كان لهم الأثر الواضح في التعليم والتدريب والتأهيل والطب والهندسة، وغيرها من المهن التي كنا لا نتقنها، ولكن حان الوقت الآن للاستفادة من شبابنا الذين علمناهم ودربناهم وابتعثناهم؛ لنجني ثمار ما غرسناه وبإذن الله هم الأمل،
فقط نحتويهم ونشجعهم ونصرف لهم رواتب مجزية وسنجني ثمار ذلك في القريب العاجل بإذن الله، ويُفْتَرَض أن نبدأ من رأس الهرم وليس من قاعدته فلدينا الكثير من حملة الدكتوراه والماجستير الذين صرفت عليهم الدولة ملايين الريالات أثناء دراستهم وابتعاثهم، وحان الوقت لتستفيد الدولة منهم، ويردون لها بعض الجميل الذي في أعناقهم.