يُقبل علينا الصيف بقضه وقضيضه فيرمينا بجمر قيظه في النهار، أمّا في الليل فيمطرنا بأبخرة كالماء المغلي ولولا نعمتي الكهرباء والمكيفات لبتنا فرائس سهلة له، لذا نحن بحاجة إلى إعادة النظر في عاداتنا الغذائية غير الصحية التي نتبعها في هذه الطقس الاستثنائي؛ إذ يجب تعديل نوع وكمية الأطعمة التي نتناولها فنقلل من السكريات والنشويات (الكربوهيدرات)، والدهون بنوعيها الحيواني والنباتي لأنها السبب في ظهور كثير من الأمراض المستعصية، ونزيد من تناول الخضراوات والفواكه ومشتقات الألبان وشرب كميات مضاعفة من الماء، لا سيما خلال النهار لأن الوظائف الحيوية في الجسم لا تعمل إلا في وسط مائي لتوليد الطاقة وبناء الخلايا وتنشيط جهاز المناعة.
لكن ما نلاحظه أن أغلب الناس لم يتورعوا عن الاستمرار في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات في الصيف بنفس المقدار والنوع كما في الفصول الأخرى، وعلى الرغم من أنه لا توجد إحصائيات بكمية الوجبات السريعة التي تباع خلال الصيف في المملكة إلا أنه يكفينا أن نراقب شبابيك تلك المطاعم وصالاتها التي تكتظ بالزبائن خلال أوقات عملها لندرك كم نحن وأطفالنا في خطر محدق، أما المستوصفات وغرف الطوارئ المكتظة في المستشفيات بسبب التسمم الغذائي فحدث ولا حرج.
مما لا شك فيه أن أجسامنا في حاجة إلى الطعام بجميع أنواعه وعناصره في فصل الصيف، كما في بقية المواسم ولكن لكل وقت خصوصية في نوع الغذاء وكميته، والمسؤولية تقع على الأسرة في المقام الأول فإن لم يستجب الأولاد لتوجيهات الآباء فلا أقلّ من أن تعد الأم بالتنسيق مع الأب برنامجًا غذائيًا في الصيف يفي بحاجة أجسام أفراد العائلة من العناصر المفيدة التي تعوض النقص، وتبني وترمم ما يلحق بها من هدم وتكون قليلة السعرات، ولكنها غنية بالمعادن والفيتامينات والماء السوائل الأخرى.
إن الحرص على إعداد الوجبات المناسبة، والتفنن في تنوع مذاقها، هي مسؤولية الأم وبيدها أن تخفف من حمى رغبة أطفالها في هذا النوع من الوجبات الضارّة، فلقد أصبحت مراكز التسوق مليئة بأصناف النكهات والمواد الجيدة والمرغوبة من قبل الأطفال مما يساعدها في تحضير وجبات شهية.
تحية لأهلنا الذين عاشوا في الماضي القريب، وبالرغم من بساطتهم وقلة تعليمهم إلا أنهم كانوا يولون الطعام أهمية بالغة من حيث مكوناته ووقته، لقد كانوا يتناولون أكثر من ثلاث وجبات في اليوم بين رئيسة وخفيفة، وكانت تتوزع في الصيف على الفطور من بعد شروق الشمس وقبل أن ترتفع حرارة الشمس ويتكون في الغالب من الخبز ومشتقات الألبان، أما وقت الضحى فكان موعدهم مع لوجبات الخفيف(سناك)، ويتألف في الغالب من اللبن والبطيخ والرطب أو أي فاكهة، والسلطات المعروفة في ذاك الوقت كالفجل والكراث والخسّ، المنكّه بالليمون والملح، ثم وجبة الغداء ووقتها قبل تمركز قرص الشمس في كبد السماء(قبل صلاة الظهر مباشرة)، وتتألف من الأرز الأبيض أو (الحساوي) ومرقة الخضار باللحم وبعد ذلك يتوقفون عن تناول الوجبات إلا ما كان خفيفا، أما وجبة العشاء فموعدهم معها بعد صلاة المغرب ويغلب عليها الخبز ومشتقات الألبان، وأحيانًا الشعيرية أو الجريش أو المُفَلَّق وهو يشبه الجريش لكن يتميز عنه بتركيبته الغنية بالبروتين، وكما نلاحظ أنهم يُنوعون في الوجبات اليومية لكن فلسفتهم الغذائية تكمن في التوقيت والكمية.
ولم يكونوا يأوون إلى النوم بعد العشاء مباشرة بل يجلسون، يتسامرون وقتًا من الزمان إلى أن يغشاهم النعاس فينسلون إلى مضاجعهم، وقد استرخت أعضاؤهم وخفت معدتهم، وهذه قاعدة صحية التفتوا إليها فنجوا من كثير من الأمراض التي يعاني منها أبناء هذا العصر؛ وخصوصًا السمنة ذاك الشر المستطير.
فإنْ كُنت ممن يروم وزنًا مناسبًا، وذهنًا متوقدًا ومزاجًا طيبًا فأعد النظر في غذائك، فما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه.
الله المستعان في زمان لم نعد نعلم ماذا يحتوي الغذاء اللذي نأكله تلوث وغش وبلاوي اكاد اسميها جرائم شنيعة من استبدال تواريخ صلاحية الى بيع اللحوم الغير صالحة للاستهلاك الادمي عدا عن ذلك بيع لحوم اجلكم الله (حمير و كلاب )على انها لحوم اغنام وماخفي اعظم اختي الفاضلة لك كل الشكرموضوع مهم فعلا في زمن اصبحنا نخاف من ما نأكل