أ. د. عائض الزهراني

إِشْرَاقٌ مُتَقَاعِدٌ

مُضِيٌّ وَاِنْقَضَى, أَمَدُ تَارِيخِ الوَظِيفَةِ,، وَنَبْضٌ وَوَمِضَ شُرُوعُ وِلَادَةٍ, البَهْجَةُ التَّقَاعُدِيَّةُ,, نِهَايَةٌ جَلِيلَةٌ وَقُورَةٌ, لِبِدَايَاتٍ مُبَجَّلَةٍ مَيْسُورَةٍ,، وَرَسْمٌ تَفَاؤُلِيٌّ لِمِشْوَارِ السُّرُورِ,وَالتَّرْتِيلُ بِأَنْغَامٍ, انشراحات فردوسيه,, , إِضَاءَاتُ مُنِيرَةَ, وحَيَاةٌ هَادِئَةٌ مُرِيحَةٌ, وجنبات مُشِعَّةُ رَحَبَةٌ,, لإبداعات في تضاريس وفضاءات الحياة، بِرُوحٍ وَثَّابَةٍ العَطَاءِ, مُرَصَّعَةٌ بِأَمَلَ مُضَاءٌ،
فالمحنك الحَكِيمُ, يُؤْمِنُ وَيَقْتَنِعُ,

أَنَّ فُسْحَةَ التَّقَاعُدِ, فُرْصَةٌ سَانِحَةٌ, لِإِطْلَاقِ طَاقَاتٍ ، إِيجَابِيَّةٍ كَامِنَةٍ, وَرَغَبَاتٍ دَافِئَةٍ, وَأَمَانِيَّ دَفِينَةٍ, صَرَفَتْهَا, أَوْ شَغْلَتُهَا,
أَوْ كَبِلَّتِهَا, أَوْ قَلَّصَتْهَا,, الإِيقَاعُ الرَّتِيبُ المضطرد, للوظيفةُ,.
وَتُحَرِّرُهُ مِنْ قَيْدِهَا الحَرِيرِيُّ, المَرْهُونُ بِهَا, لِيُحَلِّقْ كَالصَّقْرِ حُرًّا,
فِي سَمَاوَاتِ غَيْمِ أرحَب, مُزْدَانَةٌ بِأَقْوَاسِ قَزَحِيَةِ فرحية ،لَا تُشوبها دياجير الأَنْظِمَةُ، لِيَعْزِفْ بِرِيشَةِ النُّورِ، لُحْنَا بِشُعَاعِ الشَّمْسِ, مُتَنَاغِمَا عَلَى إِيقَاعٍ، مسَرِّحَ نَشْوَةَ الحُرِّيَّةِ, ليطل مِنْهَا عَلَى مَيَادِينَ, الحَيَاةُ المنطلقة الفَسِيحَةُ, وَيَسْتَمْتِعُ بِالحَدَائِقِ السَّاحِرَةُ الغِنَاءُ, لِتَنْهَمِرْ وَتَنْسَابُ شَلَّالَاتُ الفَرِحِ,, في مُحِيطِ ذَاتِهِ, وَأَنْهَارُ مُحِبِّيهِ,

فَحَيَاتُنَا,, مَحَطَّاتٌ وَمَرَاحِلُ, وَالعُمَرُ,, أَوْقَاتٌ وَ مَنَازِلُ, نَحِّيَاهَا وَنَتَنَقَّلُ عَلَى مَشَارِفِ جنباتها, وَنَعِيشُهَا, وَنَنْغَمِسُ بالعملُ بِضِفَافِهَا, نَتَّعِظُ مِنْ مُتَغَيِّرَاتِهَا, وَنَعْتَبِرُ مِنْ تَقَلُّبَاتِهَا;

الحَيَاةُ مُسْتَمِرَّةٌ حَتَّى آخِرُ لَحْظَةٍ مِنْ عُمْرِنَا,,
فَلَا حَزِنَ عَلَى شَيْءِ مُضِيٍّ وَاِنْتَهَى,، لكن أَبْتَسِمُ لِأَنَّهُ أَصْبَحَ مِنْ المَاضِي،

وَمِنْ لطائِف اللَّطِيفُ, وَحِكْمَتُهُ:
أَنَّ تَقَدُّمَ العُمْرِ, يُقَابِلُهُ قُوَّةُ العَقْلِ, وَوَهَنَ العَظْمُ, يُقَابِلُهُ إِشْرَاقُ أَلْفِهِمْ,
وَاِشْتِعَالَ الرَّأْسِ شِيبًا, يُقَابِلُهُ عُمْقُ الحِكْمَةِ, وَإِطْلَالَةُ الحُنْكَةِ ،
فَالإِنْسَانُ مُكَلِّفٌ, وَمِنَّتُج, وَالعَطَاءُ سِمَةٌ مِنْ سِمَاتِهِ,
فَلاَ بُدَّ إِنْ يَسْقِي حَدِيقَةً, حَيَاةُ التَّقَاعُدِ, وَيَرْوِيهَا ، يُمَاءُ التَّفَاؤُلُ,
وَالعِنَايَةُ بِتَخْطِيطٍ,، دَقِيقٌ عَمِيقٌ, لِأَنَّهُ ثَرْوَةٌ وَخِبْرَةٌ, لَا يُسْتَهَانُ بِهَا,

فَلِيَبْدَأَ،، يَتَذَوَّقُ طِعْمٌ الرَّاحَةِ, وَ نَكْهَةِ الاِسْتِجْمَامِ,
وَيَسْتَلِذُّ بِحَيَاةِ الأَمَلِ, وَالاِسْتِرْخَاءُ,
وَالإِنْتَاجُ, وَالحَكَمَةُ, وَالتَّعَبُّدُ ،
لَا إِخْفَاقَاتٍ ، أَوْ اِنْكِسَارَاتٍ,

نُؤْمِنُ وَنَتَفَاءَلُ,,
إِنْ غَرَبَتْ شَمْسُكَ, فِي مَكَانٍ,،، فَسَوْفَ يُشَرِّقُ فَجْرُكَ, بمَكَانٍ آخَرَ,.

وَمْضَة,,
قَدَاسَةُ الوَظِيفَةِ,, لَيْسَتْ سِوَى فَصْلٍ وَاحِدٍ, مِنْ رِوَايَةِ الحَيَاةِ, مُتَعَدِّدَةِ الفُصُولِ,,

فَالتَّقَاعُدُ,،،
لَيْسَ نِهَايَةٌ الرِّوَايَةَ, وَلَكِنَّ بِدَايَتُهَا, تُظْهَرُ قَوَّاكَ الكَامِنَةُ, بِدَاخِلِكَ

أ. د. عائض محمد الزهراني

نائب الرئيس لإتحاد الأكاديميين والعلماء العرب

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. نحن الذين حولنا مرحلة التقاعد إلى مرحلة ميتة لاقيمة لها بل أطلقنا حولها الدعابات والاسقاطات الساخر كقولنا(مت.. قاعد).
    مرحلة ما بعد الوظيفة هي المرحلة التي يجب أن يعيشها كل عاقل ويستمتع بالباقي من عمره.. فالحياة عند العقلاء تبدأ بعد الستين فمافوق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى