على مر التاريخ كانت دوس ولاتزال تقدم شخصيات مختلفة ومغايرة ,ليس لجهة الاتجاه الايجابي فحسب , فالناس مناطون ومعنيون بهذا الجانب مع تفاوت بائن في اداء الدور والرسالة , كل حسب جهده وكذا قدرته واهتمامه , ما أعنيه في هذا الجانب , أن هناك شخصيات لها بصماتها وتركت اثرا واضحا في المعالم وبائنا في المكان ,وتلك الشخصيات لاشك تستحق ان نقف لها بكل إجلال وتقدير, وكذا يجب ان نتوقف عندها ملياً نظرا لحضورها اللافت , ذلك الحضور الذي لم يكن بمحض الصدفة او الحظ الطالع , لكنها استغلت الموهبة لتوظيفها بشكل أمثل , فغدت تركض خلف كل قيمة حضارية وبعد إنساني وقضية اجتماعية, ومع شح واضح لتلك الفترة التي افتقد الناس فيها كل مقومات الحياة فضلا عن وسائل الاعلام وذيوع الصيت او حتى البحث عن الشهرة , فالناس كانت تقضي يومها بعناء فيما كانت تراه الاجدر والانفع بعيدا عن حب الظهور واثبات الذات , وتشتغل بما هو محاط بها في ظل شظف العيش وضيق الحياة , ولن استعرض في هذه العجالة التاريخ في تلك الفترة فهو مليء بمأثر شخصيات كثر تركت خطاها الأثر البائن في دروب الحياة , وحازت على مرتبة الاعجاب والرضى دون عناء من جهد أو بذل مزيد من الوقت , اليوم سوف أقف على شخصية من شخصيات دوس , شخصية عرفت في مجال الشعر الشعبي وكان لها حضور لافت في كل المناسبات ينزل وحيدا في الساحة وما ان يرفع راسه ويمد صوته حتى تشنف الاذان ويلتف الناس حوله , انه الشاعر الفذ احمد الشاعر فقد لقب بالشاعر لان هذه الخصيصة امتاز بها عن غيره من الشعراء في تلك الحقبة من الزمان كان شاعرا يشار اليه بالبنان ، كلماته بيضاء جال بها في الرواق الاجتماعي وشحذ بها الهمم ووقف مع قضية اللحظة ليسدي بها درسا ويتعلم منها الجيل , كانت قصائده رسالة محبة وسلام , ومع ان ابيات قصائده كانت في غالبها الاعم قصيرة جداً لكنها ذات أثر ووقع في الناس وفي انفسهم , وكان يقف خلف قصائده معاني ودلالات كثر, فما من موسم أو حالة احتفالية حتى تراه يمتطي صهوة الكلمة يمد الصوت بالعبارات الصادقة والواضحة في المعنى والدلالة , عاش شاعرا معروفا بين الناس ولا يزال حاضرًا في ذاكرة الجمع، مات رحمه الله ولايزال حضوره اللافت (كأنه علم في راسه نار) تجول احمد الشاعر بين الكلمات الجزلة والمعنى الرصيد والقول الصادق , الامر الذي ترك له اثرا واضحا لا يخفى على الجميع يمد الصوت بقصائده ويرسلها حكمة بين الناس وتسري ابياتها مثلا سائرا في الركبان , كل بيت فيه معاني وعبر ويرسخ في الاذهان معنى اخر , ذلك الصوت ابى الا ان يستمر عبر عقود من الزمن تناقلته الاجيال جيلا بعد جيل وهم يرددون صوت الحكمة صوت الترابط والصلات صوت يمد جسور العلاقة ويجسر الصلات ويطوي معه كل خلاف وعثرة ,ويعزز معاني من القيم , حتى ان عائلة ال الشاعر توارثت هذا الاسم واستحقته بجدارة وتحمل هذا اللقب الى يوم الناس ،هذا وفي الحلقة الثانية سوف نكشف عن ابداع شاعرنا من خلال قصيدة ابدع فيها بصور فنية وكان لها وظيفة اكثر نشاطاً في الاتجاه الاجتماعي والاطار النفسي العام . والى لقاء.
كفيت ووفيت ابا عبدالملك في تناولك جانب من جوانب ما قدمه شاعرنا احمد الشاعر عبر الأجيال المتعاقبة فأنت دائما تقدم ما هو الأفضل من سير عطرة لشخصيات معتبرة في دوسنا الحبيبة