بداية دون الدخول في جدليات عميقة سقيمة لاتجدي أبدا، وبدون الانجراف بكلمات سخيفة جوفاء كما تفوه بها بعض الإعلاميين والكتاب – للأسف- من الطرف الآخر في الموضوع الجدلي حول أسبقية نادي الوحدة من مكة المكرمة، أو نادي الاتحاد من جدة في استحقاق لقب عميد الأندية السعودية.. فقد صدر مؤخرا كتاب العم الفاضل محمد غزالي يماني بعنوان ” نادي الوحدة .. أول ناد بالمملكة العربية السعودية بالأدلة والوثائق .. تأسس في مكة المكرمة عام 1916هـ – 1334م ” كتب مقدمته الكاتب الكبير الأستاذ عبدالله بن عمر خياط، وكتب في الغلاف الأخير من الكتاب سعادة السفير محمد بن أحمد الطيب. وهما غنيان عن التعريف فالأول من كبار الكتاب في المملكة،والآخر من رجال الدولة المعروفين. والمعنى أنهما لم يخطا كلماتهما الصادقة في هذا الكتاب إلا بعد القراءة العميقة، والموافقة على المحتوى ، والاعتراف بالمصداقية .
وحقيقة بعد القراءة المتأنية للكتاب الرياضي التأريخي .. تجد في نفسك ما يجعلك تميل إلى التسليم بأحقية نادي الوحدة من مكة المكرمة لعمادة الأندية السعودية ويعود هذا لأسباب عدة .. في مقدمتها استخدام الكاتب لمنهج البحث العلمي الدقيق من : جمع المادة من مصادرها، إلى تصنيف وتبويب وفهرسة المسموع، ومن ثم إخضاع المادة المتوفرة للدراسةوالتحليل…، الاطلاع على الصحف اليومية أوالدورية آنذاك ، الشهادات التأريخية الشهيرة لرجال خدموا الدولة وآخرين مارسوا كرة القدم مع الفريق الأساس المختلط، ومن ثم الحزب، ومن ثم تغييره واستقراره باسم نادي الوحدة. ويأتي في مقدمة هؤلاء الأديب والشاعر الكبير إبراهيم بن عبدالرحمن الخفاجي مؤلف نشيد السلام الوطني، والحائز على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وشهادته هي للتأريخ وكفى، وأيضا اللاعبون السابقون من عبدالله عطيه كعكي، وعبدالعزيز بن حسان المشهور بالجرولي، وشهادة حق من المعلق الرياضي المعروف محمد بن عبدالرحمن رمضان – متعه الله بالصحة – وغيرهم كثر. بالإضافة إلى إجماع عدد كبير من المجتمع المكي بماورد سابقا. ومعروف في شرعنا الحنيف بطبيعة الحال بأن جمع كثير لايجتمع على ضلالة .
إن على الجهات الرسمية المختصة في توثيق الأحداث الرياضية التأريخية الاستماع جيدا لكلا الطرفين وبما يحمل كل طرف من حجج وبراهين ووثائق والقدرة على إثباتها بالأسلوب العلمي والعملي المناسب ؛ للفصل النهائي في أحقية العمادة للأندية السعودية من خلال لجنة تحكيم وطنية محايدة بعيدة كل البعد عن العواطف والأهواء الشخصية. وياليت يكون في مقدمة المشاركين في التحكيم المأمول الباحث القدير الأستاذ محمد القدادي؛لحيادته من جهة،ولسلامة منهجه. وقد يتسآءل بعض الرياضيين عن سبب إثارة هذا الموضوع من قبل الوحداويين بعد كل هذه السنوات وقد جاوب على هذا السؤال الباحث العلمي والكاتب القدير الأستاذ محمد الحربي في صحيفة مكة الالكترونية ” إن الحق لايتساقط بالتقادم .. مهما بعد الزمن ” ونحن نقول لن يضيع الحق طالما هناك رجال يبحثون عن شمس الحقيقة فقط .
سلمت. يمينك يا ابى محمد. كلام موزون وشفاف. ومنطقي ولا احد يزعل من الحق الموثق بالأدلة والبراهين