في الوقت الذي استطاعت جماعة الحوثي بمساعدة المجتمع الدولي إيقاف تقدم الشرعية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها تحت مبررات واهية تتشدق بالجانب الإنساني وغيره، وعلى ضوء ذلك طرحت مقترحات للتفاوض بين الشرعية والانقلاب في ظل أمل حوثي لتسليم الحديدة مقابل انسحاب الشرعية من صعدة، توجهت الشرعية بدعم وإسناد من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة، نحو تحريك جبهات محافظة صعدة وتحقيق تقدم على الأرض، وهذا يعتبر توجهًا ذكيًا جدًا، ومحنكًا، وعظيمًا أربك الحوثي ولخبط حساباته، وجعله في حالة من الهستيريا.
صعدة المعقل الرئيسي للحوثي، ومسقط رأسه، ومنبع انطلاقته، وإذا خسرها فمعنى ذلك هزم في عقر داره، وفقد أهم حصن عسكري الذي يعتبر أقوى متارسه، وفقد أيضًا أهم مكان يختفي فيه عبر الكهوف التي نحتها داخل الجبال، التي إن خسرها سيصبح مشردًا بلا مأوى.
في صعدة كل مخازن الأسلحة التي خزنها الحوثي٬ ونقلها من جميع المحافظات التي كانت تتبع الجيش سابقًا، بالإضافة إلى تخزين الأسلحة المهربة التي تصل من إيران وغيرها، ومنها يقوم بإمداد الجبهات، وهذا ما يعني خسارته لترسانة رئيسية من الأسلحة إذا خسر صعدة.
الحوثي كان يطمح بتسليم الحديدة مقابل انسحاب الشرعية من صعدة، وهذا ما يضمن بقاءه في صعدة كونه سيضمن بقاء مشروعه في اليمن تنفيذًا للمخطط الذي يتضمن بقاء السيطرة على صعدة وما حولها.
ولكن الحوثي لم يفكر ولن يرضى بتسليم صعدة مقابل انسحاب الشرعية من الحديدة، لأن ذلك معناه عدم قدرة الحوثي على بقاء مشروعه في اليمن قويًا في ظل سيطرته على الحديدة وخسارته لصعدة.
مبررات واهية ومغالطات استخدمها الحوثي، وعلى ضوئها وجدت الأمم المتحدة مدخلًا؛ للوقوف مع الحوثي لإيقاف التحالف والشرعية من تحرير مدينة الحديدة، بحجة الجانب الإنساني ووصول الإغاثات والمساعدات والمواد الغذائية للمواطن من الميناء الذي سيتضرر من المواجهات داخل مدينة الحديدة.
ولكن ليس مبررات يستطيع أن يستخدمها الحوثي لإيقاف الشرعية والتحالف من تحرير صعدة !!
بينما أيضًا لا تستطيع الأمم المتحدة أن تجد أي مدخل للوقوف مع الحوثي ضد الشرعية والتحالف !
من جهة أخرى هناك ورطة عسكرية كبيرة للحوثي.
الحوثي استخدم كل إمداداته في الموارد البشرية من صعدة وعمران وبقية المحافظات التي يسيطر عليها ووجهها نحو الحديدة والساحل الغربي، وتحريك جبهات صعدة وتقدم الشرعية ميدانيًا، جعل الحوثي في ورطة عدم وجود الإمداد الكافي، ولم يستطع سحب إمداداته من الحديدة إلى صعدة خوفا من انهزامه بسهولة، وانكساره بسرعة إذا هجمت الشرعية على مدينة الحديدة حاليًا، وهو الأمر الذي سيمكنها من السيطرة عليها مباشرةً خلال ساعات معدودة إذا سحب الحوثي إمداداته إلى صعدة.