ترى الغياب أحيانًا نوع من الفن
يسلى به المقفي ويرتاح باله
عن الذي يسبق عطاياهم المن
ولا يتركون الناس كل وحاله
أحيانًا تشعر بأن في الابتعاد والغياب نوعًا من الراحة والسكينة التي تعود على الروح بالهدوء والاستقرار النفسي، بعيدًا عن مشاهدة بعض الصور السلبية التي ربما يجمعك بها حدث معين (يسلى به المقفي ويرتاح باله)، وللمقفي هنا حق في البحث عن مساحة يجد فيها حيوية تتناسب مع أفكاره، وبعده الذاتي المنشود (تسبق عطاياهم المن)، هناك صنف من البشرية يعتمدون على قاعدة (المن)، ويعتبرونها جزءًا من حياتهم، ويشعرون بالبهجة عند استعراضهم ذلك أمام الناس، وعن سكة هؤلاء يظل النفور أحد الحلول المتاحة والمثمرة.
(ولايتركون الناس كل وحاله) نجد كثيرًا منا ينتهج هذا الأسلوب، وعدم ترك الآخرين في حالهم حتى، وهم متوارين عن الأنظار، وهذا يدخل في باب (الغيبة) الذي يحاسب عليها الله سبحانه وتعالى، وللباحث عن السعادة اسأل نفسك أولًا سؤالًا مهمًا هل تجد (الاطمئنان في الغياب عن بعض المشاهد التي لاتتوافق مع نمط توجهاتك)؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فسوف تشعر بالانشراح والاستمتاع بحياتك اليومية، وعليك مواصلة العزف على لحن البعد عن المواقف التي لاتضيف لك شيئًا من الفائدة.