اليومَ نكتـبُ في الأطـاولةِ الـخــبرْ
نستلهمُ التاريـخَ نستـجـليْ الـعـبرْ
ونطـوفُ في طـرقـاتـِها في دهـشةٍ
لـنرىٰ علىٰ أحـجـارِها بعـضَ الأثـرْ
كان الأطـاولُ مـنْ قـريـشٍ هـاهـنا
قد طـاولـوا بجبـاهِهم وجـهَ القمرْ
نقشوا علىٰ صـدرِ الزمانِ قصيـدةً
عصماءَ يتلُوها الزمـانُ بلا ضَـجـرْ
سَـطَـروا لتـاريـخِ الـمكانِ ملاحـماً
وبنوا حصـوناً شامخـاتٍ منْ حجرْ
كتـبـوا على شُـرُفـاتِـهـا بـعـزيـمـةٍ
تبقىٰ دروعَ الــدارِ مـن كلِّ خـطـرْ
وحمـوا حـمىٰ وادي قـريـشِ بعزةٍ
وغـدت مـزارعُـه مـتـاعـاً للـبـصـرْ
وثـمـــارُه تُـجــنىٰ عـلىٰ أوقــاتِـهـا
وإذا السنـابـلُ أينـعـتْ لا تنـتـظرْ
عقـدوا لسـوقِ ربوعِـهـم ميثاقَـه
يحمـون مـن يرتـادَه من كلِّ شَــرْ
فــيـه الأمــانُ لـمـن أرادَ أمــانَــه
تُجْـبىٰ لـه الخـيراتُ رزقـاً منهـمرْ
والـويـلُ كلُّ الـويـلِ للـمــتربـصِ
لا يقبلُ المقُرَشيُّ بالأمرِ المُـضِـرْ
كانت عمـائمُـهـم عـلامةَ بأسِهم
كانت أياديهـم أيادي الـمنـتـصرْ
أفضَـوا إلى دارِ البقـاءِ ولـمْ يزلْ
بنيـانُهـم متـماسـكٌ لم ينـكـسرْ
ورثـوا الـفَـخَـارَ أبـاً عـن جـدِّهم
واليوم هذا الإرثُ في زهوٍ حضرْ
وقـفَ الـرجـالُ بهـمـةٍ وتعـاضُـدٍ
يحيونَ ماضٍ دارسٍ أو يحتـضرْ
وقـفـوا بميـدانِ الـربـوعِ بـقـوةٍ
أُسْـدٌ تصـون تراثَـهـا أن يـنـدثرْ
يحـيونه ليـظـلَّ مجـداً ناصـعـاً
ويكــون للأبـنـاء إرثـاً مستـمـرْ
شكرا لكلِّ يَدٍ تُشِيدُ على الـذي
ورثتـه كي يبقى مـنـارا للـبـشرْ
………………………………….
علي بن هجّاد
الأطاولة
٨ / ١١ / ١٤٣٩ هـ
بمناسبة مهرجان الأطاولة التراثي الرابع.