تأخذنا الخطى يمنة ويسرة في دروب الحياة فنتماهى مع حركة الدنيا التي تعلوا بنا تارة وتهبط بنا تارة أخرى، وما بين البينين نرى فتوحات الله تُلقي علينا تحايا السلام، ونرى الكثير من التوافيق تسابقنا في الدروب، ونلمح بإحساسنا المُترف بكرم ربنا الكثير من الآمال المشرقة في الافق البعيد.
تحاول الهموم أن تختال ثباتنا، وتحاول الغموم ان تشاركنا اللحظة، وما بين هذا وذلك يسكب الله ماء الحياة في عروقنا، ويُرتب لنا الامور على أحسن حال، وفوق ظنونا القاصرة، لنتأمل بتعمق مدهش ونقول: (أنت تريد وأنا اريد والله يسخّر ما يُريد).
عليك فقط ان تفكر ليرتب الله لك كل شيء في اشكال من التوفيق والتيسير، ويُسخّر لك البشر والجمادات والدواب لتُصبح كل دروبك إشاراتها خضراء نضرة، فتمشي والتساهيل ترافقك في كل مكان.
يُسخّر لنا الله خلقه، فيخدمنا هذا، ويُسدي لنا ذاك معروفا، ويقدم لنا الأحبة كثيراً من الفزعات، ويهب لنا الغرباء المزيد من الخدمات، يساعدنا -حينما يسخر الله- من يعرفنا ومن لا يعرفنا، ليُصبح الصعب سهلاً، ويغدوا الجبل نهراً عبقاً بالحياة.
حينما يأتي تسخير الله تصبح الارض بلا هضاب، وتتحول الاشواك الى ورود، وينتهي السراب مطراً غزيراً، وتضحك جميع الملامح، فتُجاب قبل أن تسأل، وتجد ما تريد اثناء تفكيرك به، وتُفتح الابواب دون أي اشارة منك، ويهتف جوالك برسائل البشائر، فالكون كله تحت خدمتك.
ولا تمضي في التأمل بعيداً، فالإنسان مليء بعجائب التسخير، “فقلبك ورئتك وكليتك وكبدتك” وجميع اعضائك مسخّرة من الله لك، ويتحرك غالبها بلا وعي منك، لتُشكل (نعمة التسخير) فضلاً كبير من الله لك.. وبالشكر تدوم النعم.
حكمة المقال
إذا جاء تسخير الله لك خدمك من ترى ومن لا ترى!
كتبه/ حمد الكنتي