في كل الحروب تعرف خصومك، ماعدا حرب الفساد، فإنك ستقود حرب مجهولة الأطراف والطريق والعواقب.
فبمجرد أن تفكر في البدء بمواجهة الفساد حتمًا ستسمع بعض الأمثال والأقوال ومنها:
– البيضة ماتداقش حجر .
– ستخسر وظيفتك وبالنهاية سيتم تكريم الفاسدين.
– إياك أن تقوم بالبلاغ لنزاهة.
البعض ستأخذه العزة بالنفس، وسيقرر الركوب مع موجة محاربة الفساد، ولكن سرعان مايصطدم بالواقع المرير المتمثل في نفوذ شلة الفساد التي وضعت هذا الداء كأحد أهدافها الاستراتيجية للوصول إلى أعلى المناصب القيادية في الوزارات والشركات والمؤسسات.
للأسف فإن نفوذ بعضهم وصلت حتى إلى التواجد في الجهات الرقابية، والتي ستصطدمك بسرعان حفظ البلاغ المتقدم به حتى، وإن كنت على حق ولديك قضية مكتملة الأركان.
وحينها ستبدأ بمواجهة انتقام خصومك، إما بحذف وحجب بعض المزايا المالية التي كنت تتلقاها أو ستجد نفسك مهمشا من أي دور في عملك أو قد تفصل وتجد نفسك في الشارع بلا وظيفة، كونك قررت أن تواجه شلة لا تختلف عن الخلايا الإرهابية النائمة في صعوبة معرفة عددهم، وفي أي الإدارات أو الأقسام يتواجدون.
هذا هو الواقع المرير في ظل غياب وضعف دور نزاهة في عدم مقدرتها على التعامل مع الفاسدين أصحاب النفوذ ، متناسين ما قام به سمو سيدي ولي العهد محمد بن سلمان في هذا الجانب بدعم ملكنا الغالي حفظة الله.
تلك المقالة أحمل في طياتها العديد من الرسائل، لعل أهمها أن سمو ولي العهد محمد بن سلمان أجزم بأنه واجه تحديات لن يستطيع أي كان ماكان تحملها؛ فهذا القائد الشاب الطموح بدأ بأعلى الهرم، وعازم على مواصلة تلك الحرب ولا ننسى مقولته الشهيرة (لا شيء سيقف أمام مشروعي سوى الموت) .
لذلك، أقولها اليوم بصوت عال مقبلين على خير بإذن الله في القريب العاجل، ودورنا كمواطنين محبين لهذا البلد الذي لم يتأخر يوما ما في إكرامنا بأن نواصل حربنا للفساد بشكل جماعي، مهما كانت الخسائر والعواقب فعند الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا، علينا أن نتذكر دومًا الأجيال القادمة، وهم أبنائي وأبنائك فلهم الحق أن يعيشوا بحياة كريمة مثل وأحسن من التي عشناها، فلنكن يدًا واحدة في الوقوف أمام أعداء رؤية 2030.