ثلاثة مشاريع رئيسية أو هامة من بين مشاريع إيران الكثيرة في العراق، واحد منها يؤكد ويدلل أن إيران دولة محتلة للعراق بدون شك ولا ريب ولا نقاش ولا جدال، واثنان منها تؤكد أن إيران أسوأ من دولة محتلة للعراق.
دعونا هنا نتطرق للحديث عن تلك المشاريع بصورة سريعة.
1- المشروع الإداري:
كل المشروع الذي يدير العراق اليوم كإدارة دولة، يعتبر إيرانيًا بحتًا، القرار مركزي يأتي من طهران، الحاكمون مجرد أشخاص تابعين لإيران ينفذون كل ما تقول ويمضون عبر ما تخطط لهم، السياسة والإشراف والتوجيه والاصدار كله إيراني، إيران هي الآمر والناهي وهي الحاكم الفعلي والحقيقي للعراق، ليس هناك دولة عراقية عربية، ليس هناك سيادة دولة في العراق تتخذ قرارها داخليًا.
هذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العراق ليست إلا دولة احتلتها إيران.
2- المشروع المالي:
اقتصاد العراق وثرواته الضخمة وإيراداته الكبيرة، كلها تحت تصرف إيران، تنهبها وتعبث بها وتصادرها.
قسم من ثروات العراق تصادره إيران لمخزونها المالي المركزي، وقسم تستخدمه لدعم مشروعها في بقية المنطقة العربية، تدعم به النظام السوري، وتدعم حزب الله اللبناني الارهابي، وتدعم ميليشيات الحوثي في اليمن.
وقسم جعلته لدعم أدواتها الحاكمة في العراق، ليبنوا لهم ثروة مادية شخصية كبيرة، وهو ما جعل أكثر من عشرين شخصية من الشخصيات العراقية التابعة لإيران، أصبح لديها ثروة كبيرة وأرصدة في البنوك الدولية، ولو جمعت ثروة هؤلاء ستتجاوز ترليون دولار، حيث أكبر شخصية ثروة تجاوزت المائة مليار دولار وأقل شخصية لا تقل ثروتها عن عشرين مليار دولار.
من جهة أخرى فإنه لم يحصل أبناء العراق على شيء من عوائد ثروات وطنهم، لا مشاريع، لا رفاهية، لا تحسين معيشة، لا رخص للاسعار والخدمات، أي أن إيران استخدمت الاقتصاد العراق والثروة لصالحها فقط دون أن تجعل أي نصيب يذكر للشعب العراقي، وهذا ما يجعلنا نستطيع أن نقول إيران تعتبر أسوأ من احتلال في العراق، حيث وكما هو معروف أن الدولة التي احتلت الوطن العربي كبريطانيا وفرنسا وغيرها، خصصت جزءًا من اقتصاد الدول التي تحتلها بما يعود لصالح شعبها، فشيدت مشاريع لا زالت موجودة بعد رحيلها حتى اليوم، ولكن الاحتلال الإيراني في العراق يمارس في المال العراقي وثروته ما لا يمارسه أي احتلال آخر في العالم.
3- المشروع الفكري:
مشروع الإجبار الفكري، هو الذي تنفذه إيران في العراق، يتمثل في فرضه بالقوة، ودعمه بكل قوة، وفي المقابل تحارب وترفض أي فكر آخر، سواءً كان فكرًا إسلاميًا سنيًا أو فكرًا قوميًا عربيًا.
العراقيون السنة، لا مجال في الإعلام ولا في الإرشاد ولا في الإدارة كالوظائف، لا مجال لهم في القول ولا الفعل، لأنهم سنة تم تهميشهم في المجتمع، وتم إقصائهم من التواجد بمراكز الدولة، وتم محاربة مساجدهم ومراكزهم الدينية، وتم قمع وسجن، وتعذيب وإعدام الكثير.
هذا ما يدل على أن ما تمارسه إيران فكريًا في العراق، هو أمر يثبت على أنها أسوأ من احتلال.
لم يكن هناك أي احتلال للوطن العربي فرض فكره بالقوة، لم يتعامل مع أبناء أي بلد على أساس فكري، ولم يجبرهم على دين معين، وممارسة شعائر معينة أو منعهم من شعائر أخرى أيضًا.