استنادًا على ما وجهت به وزارة التعليم أغلقت إدارة تعليم الطائف عددًا من المدارس حسب معايير محددة منها قلة أعداد الطلاب وتوقعات نسبة النمو ..
و كانت مدرستا [ المريفق ] المتوسطة ضمن المدارس التي جاء الأمر بإغلاقها لهذا العام ١٤٣٩هـ ـ ١٤٤٠ هـ
و التعليم جعل المريفق منارًا للعلم منذُ أن فتح الشيخ/ علي بن سراج العرابي الحارثي منزله لطلب العلم، وسخر كل جهوده لافتتاح المدارس التي تعد من أقدم مدارس المنطقة، وبنى هو وقبيلته [ مشاييخ العرابي ] لطلابها صرحًا شامخًا كان ميدانًا يتنافس فيه الأبطال على حمل راية العلم ..
فبزغت شموس المريفق في سماء الوطن مشرقةً بالعز و الفخر والمجد .. ففي كل المجالات للأبطال علامات بارزة تقلدوا في مواقعهم أعلى الرتب والمناصب، فحازوا على ثقة ولاة أمرنا حفظهم الله ليخدموا وطننا الغالي من مواقعهم القيادية المدنية والعسكرية .. فخورين بأن مدارس المريفق هي الانطلاقة الحقيقية لتربعهم على عروس المعالي ..
وأهالي المنطقة يضعون علامات استغراب حين يغلق التعليم صرح المريفق التاريخي العظيم الذي يخدم أبناء المريفق وعددًا من أبناء القرى المحيطة به: [الصدعة، العرق، الغوقة، جضة، الأضحكان، ضوى، القعرة، العجالطة، مرتد، شواحط] دون النظر لموقعه الجغرافي وقربه من مكتب التعليم ومحافظة ميسان، ودون الأخذ بالاعتبار الإرث التاريخي للمكان كونه من أقدم الصرح التعليمية في المنطقة، ودون التقدير لرموز وأعلام انطلقت مسيرتهم من جنباته ..
وكان الأمل أن تبقى مدرسة المريفق مقرّا ومركزًا للمدارس المحيطة بها بدلًا من أن تغلق ويتشتت شمل طلابها بين مدرسة الشعاعيب ومدرسة [أبو الطيب المكي]، والتي تبعد كلٌّ منهما حوالي خمسة عشر كيلو /م، و المريفق وأهلها و أولياء الأمور يناشدون المسؤولين بإعادة النظر في قرار إغلاق مدارس المريفق ويطلبون تكوين لجنة للنظر في إمكانية جعل مدارس المريفق مقرًا لتجمع المدارس؛ لأنها تقع في منطقة الوسطة، وهي الأقرب لمكتب التعليم ولأنها من أقدم المدارس في المنطقة ..
وهي رسالة لمعالي الوزير .. بأنه لا يكافأ آباؤنا وأجدادنا الذين ضحوا واجتهدوا، وفتحوا بيوتهم للعلم، ودعموه وبنوا صروحه في ديار مقفرة، واهتموا به في ظروف صعبة يحيط بهم الخوف، ويداهمهم الجوع، ويرهقهم ضيق الحال إلا أنهم رغم ذلك ذللوا كل الصعاب التي تقف أمامهم؛ لكي ينهل أبناؤهم من معين التعليم.