كنت أتوقع أن الإيثار توقف مع عهد النبوة على نبينا محمد الصلاة والسلام، وانتهى مع زمن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .. ولكنني وجدته حاضرًا في القرن الحادي والعشرين، وبعد ١٤٣٩ سنة من الهجرة المباركة، التي سجلت أعلى مستويات الإيثار في العصر الإسلامي، أقول وجدت هذا الإيثار ماثلًا أمامي في هذا الزمن وتحديدًا في يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر ذي القعدة لهذا العام ١٤٣٩ هجرية .. فأين وجدته ؟ وجدته في قرية (الحلقة) قرية وادعة وهادئة وعظيمة من قرى قبيلة آل زيدان من بني شهر التابعة لمحافظة النماص بمنطقة عسير، وجدت هذا الإيثار حاضرًا في اليوم الأول من عزاء المتوفى الأخ عبدالله بن محمد الزايدي، فالمألوف أن أيام العزاء لا يحضر فيها إلا الحزن والبكاء والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة، ولأهله وذويه بالصبر والسلوان والسكينة، ومواساتهم في فقيدهم لبضع لحظات ثم الانصراف إلى أشغال الدنيا واهتماماتها، والسعي خلفها وخلف متاعبها وآلامها بالرغم من مرارة وقت العزاء وهيبة الموت التي تخيم على المكان ..
نعم كل هذه الأجواء المختلطة بالحزن والبكاء والخوف والرجاء، كانت تلقي بظلالها على وجوه الحاضرين، سواء أهل الميت أو المعزين في الفقيد، وفجأة وقف شقيق المتوفى، الإنسان العظيم والأخ الكريم أحمد بن محمد الزايدي، معلنا أمام الناس ومشهدا الله جل وعلا على صدق إعلانه، معلنًا لمسة حانية من لمسات الأخوة الصادقة، ووقفة شامخة لا يقدم عليها إلا كبار الرجال، وقف أحمد مؤثرًا أبناء أخيه المتوفى عبدالله على نفسه وأولاده، فقال: (يا أيها الملأ، لقد توفي أخي، سندي وعزوتي و والدي بعد والدي رحمة الله عليه وعلى والدي، تركني أخي الحبيب لهذه الدنيا الفانية مهمومًا مكلومًا، ويعلم الله أنني بفقده فقدت طعم الحياة، ولكنها سنة الله في خلقه فهو من السابقين ونحن من اللاحقين ..
اسمعوني أيها الأحباب .. أشهد الله ثم أشهدكم، بأنني سأتولى تسديد ديون أخي عبدالله بالكامل، وأشهد الله مرة أخرى ثم أشهدكم، بأن منزلي المؤثث والمكون من دورين والذي لا أملك سواه، بأنه هبة مني لأبناء أخي عبدالله، ومهما دفعت وتبرعت فلن أوفي بحق أخي ومحبته رحمة الله عليه وجمعنا معه في الفردوس الأعلى) .
كان هذا الموقف الأخوي العظيم محل إعجاب الجميع، والكل دعا وتضرع إلى الله العلي القدير، أن يمتع هذا الأخ الكريم بالصحة والعافية، وأن يبارك له في ماله وأبنائه، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبوا، فالهبة كبيرة، وحالته المادية لا تسمح له بهذا الجود والعطاء، ولكنه الإيثار الذي وقر في قلبه، فترجمه إلى سلوك إنساني نبيل، وفاءً وإخلاصًا لشقيقه الميت، وسندًا ودعمًا ووقفة أبوية صادقة ومخلصة وجليلة، لأبناء أخيه المكلومين بعد أن أصبح عائلًا لهم خلفًا لوالدهم.
ومن صحيفة “مكة” الإلكترونية الغراء، نوجه لأخينا أحمد جزيل الشكر وعظيم الامتنان، على هذا الموقف الإنساني النبيل، الذي يسجله التاريخ، ويفخر به كل سعودي، فنماذج الخير والإيثار متوفرة في هذا الوطن المعطاء، بارك الله في أخينا أحمد الزايدي، وكثر الله من أمثاله، فالخير موجود في أمة محمد إلى يوم القيامة، كما أخبر بذلك نبينا عليه السلام.
بارك الله للمتصدق وآلله اني لا.اكاد ان اصدق هذا العطاء في هذا الزمان ولكن نقول غفر الله للميت وتقبل من الحي هذة الصدقة الكبيرة بقيمتها ومعناها وجزاكم الله خير يابو وليد على هذا الخبر المفرح والمبشر بالخير……
ما شاء الله تبارك الله
اللهم لك الحمد أن أوجدت هذه الخيرية بيننا في هذا الزمان .. و الله إن خير و بركة ذلك العطاء يتعدى صاحبه ليشمل خاصة أهله و عامة مجتمعه ، فيستجلب الإيثار بينهم و يسمو بالنفوس و يجلو صدأها و يردع طمعها و تعلقها بالدنيا .. اللهم اغفر للمتوفى و تجاوز عنه و اربط على قلوب أهله و أصلح حالهم .. و أسألك يا ذا الجلال و الإكرام أن تبدل الواهب رضا و سعادة و فرجا في الدنيا و الآخرة و أن تخلف له في عقبه خيرا و ترزقه من حيث لا يحتسب .. و بارك اللهم في كاتب هذا المقال فقد نقل و أبان و جسد ذلك الكرم و العطاء و لا يعلم كيف يكون أثر ذلك الإيثار في النفوس و كم سيقتدي من الناس ذلك الفعل .. رفع الله قدرك د .جرمان
صدقت أخي الكريم ، هذا موقف نادر جداً في هذا الزمن ، ولكنه حصل ، والخير موجود ، الله يبارك له في صحته وماله .
الفخر وكل الفخر بمثل هذا الرجل الذي وهب منزله لابناء اخيه
وفخرنا هذا ليس لانتمائنا للقرية او القبيلةاو المجتمع السعودي فقط انما لانتمائنا لامة محمد صلى الله عليه وسلم امة سيبقى فيها الخير حتى قيام الساعة
والفخر بصحيفة مكة واعلامي بمكانة دكتور مثلك ان يُخصص مقاله المنتظر من محبيه ومتابعيه لمثل هذا الموقف
شكراً اخي الاستاذ / احمد الزايدي على هذا الدرس العظيم في الاخوة وكفالة اليتيم
فعلا موقف نادر مانسمعه في هذا الزمان رحم الله المتوفي وبارك الله في اخوه الشهم
الله يجزاك بالخير اخي الدكتور جرمان لتخصيصك هاذه الصفحه للاستاذ احمد الزايدي والذي تبرع لابناء أخيه المتوف عبدالله بكل مايملك وهو بيته وقضاء ديون اخيه والذي كان رحمةالله عليه موعزا ومحتاجا وكان يعاني من مر ض السرطان قبل مماته فنسأل الله العضيم ان يعوضه الله بخيرا مما انفق
جزاه الله خيرا مما انفق ومثله نادر في زماننا هاذ
لقد كنت ضمن الحاضرين واكثر المتفائلين في مثل هذا الموقف هو ان يتكفل بقضاء الدين
ولكن ما لم نكن نتوقعه هو ان يجعل سكنه هبة لاولاد المتوفى
وهو لا يمكل سكن غيره عنا مربط الفرس ان تهب سكنك وتبقى بلا سكن
س : من منا يقدر على ذلك
اترك الجواب لكم
أحسنت أخي خالد .. نعم بمثله نفتخر جميعاً ، ومهما كتبنا عن هذا الموقف النبيل لن نستطيع أن نوفيه حقه ، له منا الدعاء بأن يمد الله في عمره ويرزقه من واسع فضله ، ويصلح له النية والذرية .
رحم الله عبدالله واسكنه فسيح جناته
وجزالله أحمد خيرالجزا فعلن نادر هاذا الزمان من يقدرحق الاأخوة
يمنح بيته بمايحويةمن اثاث لااولاد اخوة ويبقى بدون مسكن …….
جزاك الله خير اباوليد على هاذا الخبر الذي يحتاج مناالتأمل….
رحمة الله على عبدالله رحمةً واسعه وعوض الله الواهب رزقاً واسعاً
أشكركم جميعاً إخواني الكرام ، وتفاعلكم دليل على أهمية الموضوع وحرصكم على إيصاله لأكبر عدد من القراء ، ولعل هذا المقال يقع تحت نظر أهل الخير من المسؤولين الكرام في منطقة عسير ، وعلى رأسهم أميرنا المحبوب فيصل بن خالد ، فيحظى آل الزايدي بدعم سموه ومشاركته في الخير كالعادة ، سواء للمتبرع أحمد أو لأبناء أخيه الأيتام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكرك ياخي د. جرمان ال زيداني الذي نقلت عن القبيله مشاعر والم بما اصب هذي العائله من فقد ابوهم الاخ عبدالله الزايدي الله يرحمه ويغفر له… والله يعيني الأخ أحمد الزايدي بما تحمل من مسئولية بتجاه أبناء أخيه المتوفي الذي وقف أمام الله ثم القبيلة والله يعينها. علي تحمل المسؤولية التي لا تنتهى والله يقدره ويوفق بما تحمل الأخ أحمد الزايدي.. وشكرا لكم.. اخوكم عبدالرحمن عبدالله بن صوان ال زيداني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شكرك ياخي د. جرمان ال زيداني الذي نقلت عن القبيله مشاعر والم بما اصب هذي العائله من فقد ابوهم الاخ عبدالله الزايدي الله يرحمه ويغفر له… والله يعيني الأخ أحمد الزايدي بما تحمل من مسئولية بتجاه أبناء أخيه المتوفي الذي وقف أمام الله ثم القبيلة والله يعينها. علي تحمل المسؤولية التي لا تنتهى والله يقدره ويوفق بما تحمل الأخ أحمد الزايدي.. وشكرا لكم.. اخوكم عبدالرحمن عبدالله بن صوان ال زيداني
شكراً أخي عبدالرحمن ، وهذا واجبنا الإعلامي ، فموقف نبيل مثل هذا يستحق الذكر والإشادة ، حتى نطلع المجتمع السعودي خارج القبيلة ، بأنه مازال بيننا كمجتمع مسلم أناس أهل إيثار ونبل إنساني كالأخ أحمد وفقه الله .