د. عبدالله التنومي

قطر و كأس العالم

كأس العالم لعام 2022 مبنٍ على جرف هار، فقواعده الأساسية مبنية على فساد ومنتخب قطر لتلك البطولة، سوف يكون من المجنسين من جميع دول العالم للتغلّب على مركزها العالمي المتأخر 98، وهذا رقم ليس في دائرة 32 منتخبًا التي تلعب كأس العالم.
ورغم هذا أود أن يتم إقامة هذا الكأس في قطر؛ لتنكشف عورتها أمام العالم، وتبقى أضحوكة الكون.
فهم يخططون لرشوة المنتخبات والحكام؛ لكي تصل إلى دور الأربعة على الأقل لتكون مثل كوريا الجنوبية في بطولة سابقة.
وإني أرى قطر سوف تلحق بالعرب عارًا وإثمًا تاريخيًا لايقل عن عار أبو رغال الذي نزل مع إبرهة الأشرم من الطائف؛ ليكون دليلًا له للوصول إلى بيت الله الحرام، ولكنه لم يكمل الرحلة حيث توفي في أسفل جبال الهدى، وبالذات في الكر، وتم دفنه على طريق الطائف مكة للصاعد والنازل؛ لكي تلعنه العرب في ذهابها والإياب.

فكأس العالم ليس كرة فقط، بل حضارة وتاريخ وإنسان،
والبيئة التي فيها قطر لا ترقى لتضيف شيئا للعالم، فكل المجنّسين لهذا الغرض أو المجنّسين لتسيير الدّويلة ليسوا بيئة إبداع إيجابي، فهم يسكنون يسار المسطرة من العالم والذي يسكنه إبليس وأتباعه وأبواقه؛ لذلك قطر الآن في موقف لاتُحسد عليه فإنن تم سحب البطولة، فهذا عار عليها وإن تم إقامة البطولة فهذا عار من نوع آخر، وهو تعريتها تمامًا من إنكانيات الحضارة الإنسانية التي تُعتبر قطر لا شيء تحت الصفر.
فمثل هذه المحافل تحتاج للتاريخ والحضارة والمتاحف والفكر والوعي والثقافة والعلم

 ولكن مع شديد الأسف لاشيء.

بينما لو أقامتها تونس لأختلف الأمر، فتونس لديها مقومات الحضارة الإنسانية مثل البطل طارق بن زياد فاتح الأندلس، ولديها مرجعية علم الاجتماع في العالم ممثلاً في مقدمة ابن خلدون ولديها شواطئ البحر الأبيض الساحرة.

أيضًا لو أقامتها مصر فهي تمتلك إرثًا حضاريًا كبيرًا ممثلًا في الفراعنة والأهرامات والفيوم مخازن سيدنا يوسف لسبع سنوات عندما أنقذ العالم بعلمه من المجاعة والهلاك، فالسبع سنوات تعادل ألفي يوم، ومع الأيام أصبحت الفيوم.
كما يوجد فيها سيناء مكان كلم الله فيه موسى، ودفن في أرضها مع نبي الله هارون ومصر أرض تاريخ، فهي أرض مصرائيم بن حام أبو القبط والكنعانيين والأمازيغ، وهم سكان الشمال الأفريقي.

بل إن اليمن لو استضاف البطولة سينجح لوجود مهد الحضارات الإنسانية السامية ممثلًا في العرب والروم والفرس والكورد فاليمن مهد الهجرات الإنسانية، ويوجد بها بقايا عرش بلقيس التي تزوجها نبي الله سليمان، وتحدثت الكتب السماوية عن ذلك، واليهود والمسيحيون والمسلمون يعرفون هذا.

فما هي المقومات التاريخية والحضارية في قطر
مع شديد الأسف لاشيء.
ولا أعلم أي وجه سوف تفتخر به قطر لتقديمه للعالم !!

اللهم إنا نسألك الستر والعافية، والمعافاة الدائمة.
وأخيرًا أذكّر الأخوة في قطر بالمثل العربي إن كانوا لايزالون ينطقون بها والذي يقول من كبّر لقمته غص.
وقد يحيا وقد يموت ورحم الله امرؤ عرف قدر نفسه فوقف عندها.

وعاش سلمان 

عبدالله التنومي

الباحث في ادب التاريخ الاسلامي والانساني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى