فاتن حسين

الجهود .. لمواجهة حرارة الصيف في الحج

من منطلق اهتمامها ورعايتها للأماكن المقدسة..تقوم حكومة المملكة العربية السعودية بدورها الرائد والاستراتيجي؛ لتوفير كافة الاستعدادات وتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام .. وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء الاثنين ٢٣/ ١١/ ١٤٣٩هـ كافة قطاعات الدولة الحكومية والأهلية ذات الصِّلة بخدمات الحجيج لبذل كل ما من شأنه توفير أقصى درجات الراحة والطمأنينة لحجاج بيت الله الحرام لأداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمان ..

وحقيقة سنواجه هذا العام والأعوام المقبلة دخول مواسم الحج في أشهر الصيف الملتهبة، والتي قد تصل درجة الحرارة إلى ٤٥ درجة مئوية مما يستلزم الكثير من الاحتياطات اللازمة لتهيئة الأجواء بما يحمي حجاج بيت الله الحرام من مخاطر الإصابة بضربات الشمس .. فقد حدثت في سنوات من القرن الماضي ما يسمى (بسنة الشوطة)، وهو حينما صادف موسم الحج بالصيف ووفاة المئات من الحجاج ..

ولعل أول القطاعات اهتمامًا بصحة الحجاج هي وزارة الصحة، وتركز كل عام باهتمامها بالخدمات الصحية، والتي تشكل لها محدودية الزمن والكثافة العالية للعميل تحديًا كبيرًا لتشغيل كافة القطاعات والأجهزة الصحية .. لتقديم البرامج الصحية الوقائية والعلاجية، والشيء بالشيء يذكر فما تقوم به وزارة الصحة كل عام لهو شيء مشرف من حيث مراقبة للوضع العالمي من الأوبئة، وبرامج التحصين للحجاج قبل قدومهم أو تطعيمهم في المنافذ، والاشتراطات والتوعية الصحية الواجب التزام الحجاج بها.. هذا فضلاً عن العلاج المجاني للحجاج؛ مما يجعلنا نفخر بما تقوم به الدولة لخدمة ضيوف الرحمن. وبالرغم من التجمع الهائل إلا أنه بفضل الله تعالى وتوفيقه وبفضل الجهود المخلصة نجد أن حالات الأمراض المعدية تكاد تكون معدومة؛ فلم تحدث حالات للحجاج لتعرض للكبد الوبائي..أو الكوليرا أو غيرها من الأمراض الوبائية ..

وقد طالعتنا الأخبار بوفاة 77 شخصًا في اليابان نتيجة للتعرض لحرارة الشمس التي وصلت فقط إلى 41 درجة مئوية، واستقبال المستشفيات لأكثر من 1600 شخص للعلاج من أثار الحر حسب صحيفة japan times مما يجعلنا أمام تحدٍ كبير في مواجهة حرارة الصيف.

ولعل ما أطلقته مؤخرًا وزارة الصحة من برنامج (الاستثمار الخيري لتوزيع مظلة مكة المكيفة ) على حجاج بيت الله الحرام من خلال توجيه الراغبين في التبرع بشراء المظلات إلى شركة (مظلة مكة)، وهم الموردون لهذه المظلة وملّاك براءة الاختراع؛ لهي خطوة جديرة بالتقدير لأنها ستساهم في توفير أجواء تبريد ملائمة للحجاج بتخفيض درجات الحرارة واستخدام تكنولوجيا تبريد الهواء برذاذ الماء، وهي الأنسب والأفضل في هذه الأجواء شديدة الحرارة.

وقد نوهت مشرفة برنامج المشاركة المجتمعية (حج ونجا) في وزارة الصحة من أن باب المساهمة مفتوح أمام الراغبين من الجمهور للمشاركة في هذا المشروع الخيري والتواصل مع الشركة المنتجة.

ثم لابد من التنويه بدور مؤسسات الطوافة في اتخاذ الاحتياطات اللازمة في مواجهة حرارة الصيف ليس فقط عن طريق المظلة المكيفة، بل عن طريق استعدادات متنوعة مثل التأكد من توفير المياه والمرطبات على مدار الساعة للحجاج .. لأن شرب كميات كبيرة من المياه يساعد على إعطاء الجسم التبريد اللازم، وقد عملت مشكورة بعض من مكاتب الخدمة الميدانية بالاستعدادات لتوفير سيارات مرطبات، ومياه باردة وآيس كريم في يوم عرفات بمشاركة اهل الخير من أهالي مكة وتوزع مجانًا؛ مما يدل على حرص المطوفين على كل ما من شأنه رعاية الحجاج والاهتمام بصحتهم.

كما أن هناك نقطة مهمة وهي نوع الوجبات التي تقدم للحجاج فيجب أن تكون خالية من اللحوم الحمراء والدهون والنشويات؛ لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الدم لهضمها وبذلك ترتفع حرارة الجسم. وعلى العكس من ذلك الاعتماد على الفواكه والخضراوات الطازجة؛ خاصة المحتوية على مادة الكاروتين لأن الجسم يعمل على تحويلها إلى (فيتامين أ) الذي يقوم بدوره في حماية الجسم من اشعة الشمس الضارة. وكذلك في حالة توزيع الملابس والحجابات للحاجيات في اللجان النسائية أن لا تكون بالألوان القاتمة؛ لأنها تمتص الحرارة وتزيد من ارتفاع حرارة الجسم، وأن لا تكون الخامات تحتوي على البوليستر والنايلون. كما ينبغي أن تكون مؤسسات الطوافة قد وضعت في مساكن الحجاج ومخيماتها مغاطس تبريد في حالة تعرض الحاج لضربات الشمس وإجراء الإسعافات الأولية السريعة التي تتطلب توفير الماء البارد.

السؤال المهم هو: هل تم استبدال مكيفات الفريون القديمة، والتي استخدمت منذ 18 عامًا – بأخرى جديدة في المشاعر المقدسة ؟؟ حيث إن العمر الافتراضي لتلك المكيفات قد انتهى.. وسمعنا عن البدء في تركيب مكيفات صحرواية جديدة منذ العام الماضي ولا نعلم إلى أين وصل المشروع ؟؟ وهو مهم جدًا في المساهمة في التبريد لمواجهة حرارة الصيف.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button