هذا شعار وطني جميل أطلقه معالي أمين العاصمة المقدسة، لإشراك المواطن في تقديم ما يستطيع من خدمات وملاحظات لأمانة العاصمة، وقبل هذا الشعار هناك شعار وزارة الداخلية المعروف والشهير (المواطن .. هو رجل الأمن الأول)، ولاشك أن مثل تلك الشعارات الإيجابية تحفز المواطنين وتحثهم على المشاركة في تقديم الخدمة، وتستشعر منهم المواطنة والحس الأمني والخدمي للمساهمة في الخدمات الاجتماعية التي تعود مصلحتها على الوطن والمجتمع، جنبًا إلى جنب مع ما يقوم به المسؤولون في مواقع الخدمة الرسمية ..
وعودًا على بدء، فوفقًا لصيحفة مكة الإلكترونية، تمت إحالة عامل نظافة إلى شرطة العاصمة المقدسة لتورطه في سرقة غطاء خاص بمجرى تصريف السيول بمشعر عرفة، وذلك بعد انتشار مقطع مصور من قبل أحد المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تحرك أمانة العاصمة وإحالتها للسارق إلى الشرطة، وكذلك تقديم الشكر والتقدير للمواطن الذي قام بتصوير المقطع ونشره، تحقيقًا لهدف الشعارالمطروح من قبل معالي الأمين ( المواطن .. عين الأمانة )
هذا الإجراء الذي قامت به أمانة العاصمة المقدسة تجاه مواطن غيور قام بواجبه الوطني لكشف سرقة عامل النظافة، أعتقد أنه إجراء صحيح تشكر عليه أمانة العاصمة ..
ولكن الغريب في الأمر، أنه بعد هذه الواقعة بحوالي أسبوع، قامت وزارة الصحة بإجراء معاكس تمامًا، وذلك عندما أحالت أحد الصحفيين إلى النيابة العامة أثناء محاولته كشف القصور في عدد من مستشفيات جدة!! فبدلاً من تقديم الشكر للصحفي ومحاسبة المقصرين في المستشفى، قامت الوزارة بإحالة الصحفي إلى النيابة العامة بتهمة انتحال شخصية طبيب !!
نعم قد يكون الصحفي أخطأ في الأسلوب، وما كان ينبغي عليه أن يتخفى في شخصية وهيئة طبيب للوصول إلى هدفه، حيث كان بإمكانه تحقيق الهدف بوسيلة أخرى لا تؤدي إلى اتهامه بانتحال شخصية الطبيب ..
ومع ذلك، أرى أنه كان من واجب وزارة الصحة أن تقدر عمل الصحفي وتشكره وتلتمس له العذر بصفته يقوم بعمله الصحفي لخدمة الوزارة نفسها لكشف القصور بالمستشفى !!
ولم يكن يقصد أبدًا انتحال الشخصية للتلاعب بالمراجعين أو المرضى، أو تحقيق أي مصلحة شخصية لا تخدم الصالح العام .. هذا فضلاً عن أن هذا العمل الصحفي الذي قام به، واعتبرته وزارة الصحة انتحالاً لشخصية طبيب، لا يتوفر فيه هدف جنائي بقصد تنفيذ جريمة، وبالتالي كيف تعتبر تلك التهمة جريمة قانونيًا ؟؟!!
موقفان متضادان لكل من وزارة الصحة وأمانة العاصمة المقدسة، تجاه مواطنين حاولا تقديم المساعدة كل بطريقته، بتقمص عين المسؤول للمساهمة في الخدمة العامة، فكان لأحدهما الشكر والتقدير ، وللآخر الإحالة للنيابة العامة !!.