اعتدنا في كل عام أن نسمع عبارات الشكر والثناء والتهنئة بنجاح موسم الحج بعد انتهاء الموسم؛ وذلك بفضل الله ثم بفضل الجهود الكبيرة التي تبذل من جميع الجهات المشاركة في الحج، ولكني سأستبق الحدث في هذا العام بتقديم التهنئة لوزارة الحج والعمرة، على ما قامت وتقوم به من إجراءات متطورة تساهم في الارتقاء بخدماتها المقدمة لضيوف الرحمن وتعمل على راحتهم ورفاهيتهم، وكذلك ما تقدمه الوزارة من الدعم والمساندة والتسهيلات للمؤسسات والجهات القائمة على تقديم تلك الخدمات، والربط فيما بين تلك الجهات لتقديم منظومة متكاملة من الخدمات، فبوادر النجاح تلوح في الأفق، ونتمنى بالتأكيد هذا النجاح المعهود، بل ننتظره ونتوقعه ونتفاءل بتحقيقه بإذن الله، لما أصبحت عليه وزارة الحج والعمرة من الخبرة والدراية بشؤون الحج والحجاج، وذلك ما يدعونا إلى حقيقة ثابتة، وهي أن الوزارة أمام مهمة صعبة وتحدٍ كبير، وهي خير من يقوم بتلك المهمة، فالمتغيرات الجوهرية التي أحدثتها الوزارة كافية من وجهة نظري لإحداث النجاح الذي نأمله وتحقيق كل ما نصبو إليه.
لقد أطلقت الوزارة جملة من المبادرات والتطبيقات الذكية والمبتكرة والاستراتيجيات التي تؤكد مدى حرص ووعي مسؤوليها بضرورة مواكبة التطورات، واستغلال كافة الإمكانيات والتقنيات الحديثة وتطويعها لخدمة ضيوف الرحمن، والتي حتمًا ستشكل نقلة نوعية في تطوير قطاع خدمات الحج، من خلال تبني وتقديم منتجات ومبادرات ذات جودة عالية ومتكاملة، كما أنها تأتي تأكيدا لما تولية حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم واهتمام منقطع النظير بكل ما يتعلق بخدمات الحج، ويحظى بدعم غير محدود، وهو ما جعل المملكة تتجاوز كل السقوف المعتمدة لإنجاز العديد من المشاريع والمبادرات التي جعلت من الحج رحلة سهلة وميسرة وممتعة.
وعلى سبيل المثال تطبيق “مناسكنا”، الذي يقدم الخدمات بثمان لغات، ويتيح للحاج الاطلاع على كل التفاصيل التي تخصه، فهو من المبادرات والتطبيقات الذكية والجديدة التي أطلقتها وتبنتها وزارة الحج والعمرة، وكذلك خدمة الترجمة الذكية لموسم حج1439هـ تحت شعار نستقبلكم بلغات العالم وهي تمكن مقدمي الخدمة لضيوف الرحمن بمراكز الخدمات والإرشاد بمكة المكرمة من التخاطب والتوعية والإرشاد بجميع اللغات، وتطبيق برنامج “الوجبات مسبقة التحضير لحجاج الخارج، والذي يأتي في إطار حرص الوزارة على تقديم أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام في مجال التغذية، كما دشنت وزارة الحج والعمرة المنصة الخاصة بالترحيب بحجاج بيت الله الحرام القادمون لموسم حج هذا العام، وهي خدمة تحمل الكثير من المعاني والدلالات التي ترسخ دور المملكة العربية السعودية ورسالتها تجاه الحج ورعاية شؤون الحجيج باختلاف وجهاتهم القادمين منها، أيضًا أطلقت الوزارة بوابة المسار الإلكتروني لشركات ومؤسسات حجاج الداخل، حيث إنه بإمكان الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام من مواطنين ومقيمين الاطلاع على البرامج والشرائح والأسعار المقدمة من قبل شركات ومؤسسات حجاج الداخل والمفاضلة بينها.
كل هذه المبادرات والبرامج وغيرها، تبرز بجلاء اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله – بضيوف الرحمن والحرص على تهيئة سبل الراحة والرفاهية لهم، وحسن ضيافتهم التي تنطلق من تقاليد المجتمع السعودي الأصيلة، فجميع تلك المنصات والمبادرات التي أنجزتها الوزارة، تعد ترجمة فورية لهذا الاهتمام، وفق الصورة التي تنشدها وزارة الحج والعمرة وما تقدمه من مجهودات وبرامج ترتقي لرضا وتطلعات ضيوف الرحمن منذ قدومهم أرض المملكة مرورًا بأداء مناسكهم وحتى عودتهم إلى بلدانهم فرحين مستبشرين بانقضاء مناسكهم في أجواء من السكينة والوقار، وتبعث في نفوسنا التفاؤل والاطمئنان بأن النجاح سيكون حليفا لتلك الجهود بإذن الله تعالى.