منطقة وسط البلد.. يا أمانة العاصمة

يعد الإزالات السابقة للعقارات الواقعة بجوار المسجد الحرام والتي تجاوزت مساحات واسعة من الأحياء المجاورة للحرم من : الغزة، والشامية، والنقاء، والمدعى، والفلق، والشعب، وجزء من السليمانية.. إلى حدود منطقة الجميزة. وقد كانت فكرة جميلة تدور محاورها حول أهمية تفريغ المنطقة المحيطة بالحرم؛ لتقديم سبل الراحة والتسهيلات للحجاج والمعتمرين والزوار. وهي بالمناسبة فكرة تداولت كثيرا من سنين مضت من قبل بعض المهتمين من أصحاب الرأي، ورجال الأعمال، والمقاولين. ومشابهة تماما لفكرة نزع الملكيات في المدينة حول المسجد النبوي. وقد سمعت فكرتها آنذاك من أمير منطقة المدينة المنورة – الأمير عبدالمجيد -يرحمه الله – في حفل معايدة الأهالي في مجمع الداودية عام 1405هـ وهو ماتم بالفعل تنفيذه على أرض الواقع.

والآن هنا في مكة وبعد الإزالات افتقدنا منطقة مايسمى بوسط البلد وبما تحتويه من أسواق ذات قيمة تأريخية كبيرة،كما كانت تتميز بتنوع أسعارها التجارية مابين المتوسط إلى المرتفع فضلا عن البسطات المتواضعة. وحقيقة افتقدنا أصلا إلى التوازن في عملية الإزالة فلو تبقى جزء مايوازي الربع من المساحة الكلية بحيث تكون المنطقة المتبقية هي النموذج المصغر لما تمت إزالته وخاصة وأنه منذ الإزالة لم يتم إنشاء أي مشاريع بارزة. وكل الموجود حاليا هو عبارة عن محلات استثمارية مؤقتة تؤجر عبر مناقصات تطرحها أمانة العاصمة المقدسة بالإضافة إلى مواقف السيارات الرسمية والنقل الجماعي. وتكون أيضا هذه المنطقة أسوة بالمنطقة المتبقية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف. فمازالت أحياء عديدة تحتفظ ببقائها مثل أحياء حي المناخة وحي النصر ومنطقة الداودية وغيرها .

إن على أمانة العاصمة المقدسة إبداء وجهة نظرها المهمة للجهات العليا في تهيئة منطقة جديدة؛تكون بمثابة منطقة وسط البلد سواء حي الجميزة وهو أقرب الأحياء إلى المسجد الحرام، وخاصة أنه ملاصق تماما لقصر السقاف التأريخي ؛ ليكون الواجهة التأريخية البديلة لأهالي مكة، والوجهة التجارية لمتطلباتهم الحياتية، على أن يكون بتصاميم تراثية عريقة من وحي عبق الماضي المكي ، وهو بكل تأكيد لايخفى على الأمانة. وبالإمكان الاستفادة من أمانة محافظة الطائف في اللمسات الجمالية غير المكلفة في السوق المجاور لمسجد ابن عباس وهي تشكر بكل صراحة على ما قامت به من مجهودات رائعة. وفي حال تعذر المساحة الكافية لهذه الحي من الممكن الانتقال إلى حي المعابدة وهو الحي التالي. عموما كلنا أمل في معالي الأمين .