الوثيقة العاشرة:
وثيقة رقم(5/1ـ132) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19584).
العنوان: إبراهيم ينتصر على الوهابيين في محاولته الثانية.. رسالة والي مصر محمد علي قدمها رئيس الكتاب بحاشيته إلى السلطان وذكر أنها مرفقة برسائل ولده إبراهيم باشا المتضمنة فوزه وظفره على الخارجي.
التاريخ: 1232
جهة الإصدار: محمد علي والي مصر.
الصادر إليه: السلطان.
وفي خطّه: لقد اطلعت وعلمت بمآل رسالة والي مصر هذه، وما تلقاه من ولده إبراهيم باشا من رسائل. الحمد لله لقد ظفروا أيضًا وأنهم قائمون على غيرة جميلة ليسطّر لهم الجواب بالإحسان والالتفات.
الترجمة/ نص الرسالة (يقول: بعد أن انهزم عبدالله بن سعود في مكان “مائية” فإنه قصد قرية عنيزة من قرى وادي القصيم تقوية لقرى الوادي وحشدًا لجماعته٬ ولذلك فإن ولدي والي جدة إبراهيم باشا لم يجز له الإقامة هناك فقام من موقع “مائية” على رأس العساكر السلطانية خيّالة ومشاة وعتاد وتحرك منه في 15 شعبان ومشى نحو حصار الرس الذي هو بمثابة مفتاح الوادي المذكور وعسكر أمامه محاصرًا وفي اليوم الخامس نظم مسيرة واستولى رجاله على برج٬ ولكن المحاصرين من الأشقياء لجأوا للحيلة من حيث أوقعوا بعض الإصابات في الرجال مما اقتضى العودة.
وفي مرة ثانية نظمت مسيرة تالية في جهة أن ابن سعود أخرج من قرية عنيزة التي تبعد عن الرس يومًا ونصف يوم.. الخيّالة والهجّانة والمشاة في وفرة من العربان الخوارج وسلطها على نهب جملة الجمّالة المرسلة من قبل المشار إليه. مكلفة بجلب التبن من قرية خربة تبعد عن الرس مسافة 6 ساعات.
ولما ظفر أولئك بأخذ تلك الجمال تصدى لهم المرافقون لها وعددهم 40 خيّالا وبلغ هذا المسار إليه الذي أوقف المسيرة المهيأة لاتجاهها المرسوم. وقاد بنفسه فريقا من الخيّالة مسرعًا نحو تلك القرية فأدرك الواقعة وحمل على أولئك فسقط البعض من رجاله قتلى وجرحى. في حين جندل من المهاجمين 180 نفرًا وأصيب بعض خيالتهم وفرّ الباقون. فلم يتعقبهم وعاد منتصرًا في اليوم المذكور إلى معسكره٬ في مواجهة حصار الرس.
هذا ما اشتملت عليه رسالتين وردتا من المشار إليه بواسطة رجاله إلى جانب ما تضمنه من مواد وأخرى تتعلق بالحرب….)أ.هـ.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ تحرك إبراهيم باشا مع عساكره وعتاده ومدافعه من الماوية بعد الحرب مع عبدالله بن سعود يوم: 15 شعبان 1232هـ وحاصرها.
ـ يرى محمد علي بأن الرس هي مفتاح وادي القصيم كله. وأنه إذا سقطت الرس فسوف تسقط بقية بلدان القصيم. ولكن بتوفيق من الله لم تسقط الرس٬ وبذلك سلمت بلدان القصيم من الهزيمة والدمار٬ وعندما عجز عن الاستيلاء على الرس عقد الصلح مع أهلها ورحل إلى الدرعية.
ـ تفيد الوثيقة بأن مسير إبراهيم باشا وعساكره من الماوية إلى الرس استغرق عشرة أيام. حيث بدأ مسيره يوم العاشر من شعبان ووصل الرس وبدأ حصاره في اليوم الخامس والعشرين من شعبان.
ـ كما تفيد الوثيقة بأن إبراهيم باشا بعد خمسة أيام من الحصار أي في اليوم العشرين من شعبان. قام بتنظيم مسيرة لاقتحام سور الرس ويبدو بأنه يقصد (الهجوم الأول) ولما دخل رجال إبراهيم باشا مع أحد الأبواب٬ ولكن أهل الرس عملوا حيلة حربية فأوقعوا جنود الباشا إصابات بليغة جعلت من بقي منها من القتل يتراجعون إلى الخارج. وبذلك فشل الهجوم الأول.
ـ إبراهيم باشا ووالده يسمون أهل الرس (المحاصرين والأشقياء).
ـ كما يذكر الهجوم الثاني الذي قتل فيه مجموعة كبيرة من جنود الباشا.
ـ كما أن إبراهيم باشا يتذمّر من كثرة الخيّالة والهجّانة والمشاة من عربان نجد الذين تسلطوا على نهب أحمال الجمال التي ترسل مددًا له أثناء حصار الرس. وكذلك التي تجلب التبن من بلدة الخبراء.
ـ وكان يحصل صدام بين هؤلاء العربان وجنود الباشا المرافقون للجمال٬ وقاد إبراهيم باشا بنفسه مجموعة من الخيّالة مسرعًا نحو الخبراء للقاء العربان وحصل بينهم واقعة سقط مجموعة من عساكره قتلى وجرحى, ويذكر بأنه قتل من العربان وجُرح آخرون وفرّ الباقون. وعاد في يومه ليكمل حصار بلدة الرس.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.