“تيسِير”.. الرفض قبل القبول !

بعد اعتراضات واسعة من مختلف شرائح المجتمع على الفاتورة الفلكية السابقة . والتي كانت بمثابة الصدمة القاسية جدا على أصحاب الدخل المحدود للمواطنين. حيث تضاعفت قيمة الفاتورة كثيرا وانضمت لبقية المصاريف الدورية المرهقة. أطلقت شركةالكهرباء السعودية مؤخرا وفي محاولة لتسهيل الدفع خلال موقعها الالكتروني برنامج ” تيسير “؛ لتسهيل السداد للمشتركين على أشهر بنظام القسط الثابت لمتوسط الصرف الشهري حسب الشرح المرفق عبر مختلف وسائل التواصل. ووضعت البرنامج المبتكر وكأن الجميع موافق لطرح الشركة على الرغم من إمكانية الإلغاء لاحقا . وكان الأجدر بالشركة أساسا طرح خيار الموافقة أولا قبل الإنضمام للبرنامج المصمم . فهي في الآخر وبدون شك يهمها التحصيل المالي مهما تعددت أشكال وطرق الدفع!

ولم يجد هذا البرنامج المقدم القبول لدى المشتركين؛ للخلفية غير المرضية لشركة للكهرباء السعودية منذ سنوات طويلة مضت. فمن تأخر لإطلاق التيار الكهربائي للمشتركين مع إتمام عملية السداد ، إلى اختيار مواقع الكبائن الكهربائية بدون أدنى حرية لمالك العقار في إبداء القبول أو الرفض، إلى مشكلة مبلغ الإيجار الزهيد لصاحب الموقع . فلهذه الأسباب المعروفة، وغيرها لايوجد أي جسور ثقة مبنية بين الشركة من جهة وبين المشتركين من جهة أخرى، ولايوجد أي تفاؤل من الممكن أن يحظى بالعلاقة المأمولة بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة . فهل تتوقع شركة الكهرباء السعودية بعد كل هذا النظرة القديمة أن ينجح البرنامج المطروح حاليا “تيسير ” أو غيره من البرامج المستقبلية .. ؟

إن على شركة الكهرباء السعودية إذا أرادت فعلا البحث عن الحلول الممكنة. وأرادت أيضا التخفيف عن كاهل جميع المواطنين .. من خلال الأقسام المختصة بالجودة الشاملة معرفة المشكلة الأساسية من تضجر الجميع .. وهي ارتفاع التكلفة على الشريحة العريضة من المشتركين وهم واقع الأمر من أصحاب الدخل الثابت . فالمصاريف الحياتية عموما في ازدياد ملاحظ في المأكل والمشرب وفي الطاقة المستخدمة يوميا من الماء والبنزين . فالاهتمام بمصالح المجتمع، وتقديم سبل الراحة، ورغد العيش هو ماتوصي به القيادة العليا دائما وأبدا في كل مناسبة . فهل تأخذ شركة الكهرباء السعودية بتأكيدات القيادة الرشيدة ونرى مراجعة شاملة للتعرفة الحالية.. هذا بكل تأكيد مايرجوه معظم المستفيدين ولايخفى بطبيعة الحال على المسؤولين أهميته .