تمر علينا في حياتنا أمور كثيرة، تضايقنا وتسعدنا تأخرنا عن نجاح أو تمنعنا من تقدم، تمر علينا ظروف تتعسنا لحد الهلاك، ولكننا نظل صامدين بقوة وشراسة متابعين خطواتنا دون هوادة. لا تكسرنا العثرات ولا الوقفات ولا الخيبات.
ولكننا عندما نصبح في يومٍ لا نجد فيه قلبًا كان يبحث عنا وينتظرنا وننتظره نُكسر بكل سهولة، نُكسر كسرًا لايجبر ولا يمحى. نعم نُكسر لأننا فجأة نشعر بأننا وحيدون. وأن من يحبنا بدون مقابل لم يعد في الوجود.
هذه هي الأم، تظل في الدنيا سندًا لنا وجدارًا يحجب عنا الضعف والوقوع والانكسار. بوجودها تشعر بالقوة والقدرة على العمل والعطاء والاستمرار. وبفقدها تشعر بأنك زدت على عمرك ألف عام. فهناك نوع من الوحدة لا تعيشه إلا إذا فقدت أمك، وحدة لا يمكن أن تملأ بأشخاص ولا يمكن أن تختفي بتغير المكان. وحدة يملؤها الفراغ.
الأم هي القوة التي تشعرنا بأننا لا زلنا صغارًا، ولأننا صغار يمكننا أن نخطئ ونتعثر ونعود لنطلب الصفح ونقف مرة أخرى على أقدامنا.
الأم هي الأمل الذي يحثنا على أن نصنع شيئًا جديدًا وجميلًا نثبت من خلاله أننا قادرون على فعل شيىء جديد وجميل.
الأم هي العطاء الذي نتلقاه بحب وإن كنا ننتظره بلا مبالاة لأنه ممنوح بشكل أكيد، عطاء في أبسط صورة قد يكون في كوب من الشاي أو حبة بسكويت تخبؤها لنا، أو قطعة حلوى أو غداء تنتظرنا عليه .. هذا خلاف للعطاء المتمثل في صبرها وتفانيها. الأم هي الأمان من عثرات الحياة وهجر الأصدقاء.
الأم هي من نشتري له هدايا العيد، ونحن نعلم مسبقًا أنها ستعجبها لا لأنها جميلة أو غالية أو مميزة ولكن لأنها من أبنائها، فهي ترى كل ما يقدمه أبناؤها مميزًا.
الأم هي الحبيب الذي لا ينتظر منك أي مقابل ولا يتوقع منك عطاء، هي حبيب يحبك لأنك أنت وليس لأنك مميز أو مشهور أو عظيم.
الأم معنى عظيم يملأ في وجودنا وحياتنا، ويلونها بألوان مختلفة حتى وإن لم تعجبنا تظل الألوان مميزة لنا وعظيمة بمعانيها.