عبدالرحمن الأحمدي

ويحدثونك عن رجال الأمن

ما إن يبدأ العد التنازلي لدخول موسم شهر الحج حتى تبدأ الاستعدادات المبكرة. وكالمعتاد تتسارع خطى الجهات الرسمية المدنية منها،والعسكرية بالإضافة إلى تزاحم مجهودات المؤسسات الأهلية من مؤسسات الطوافة، ومكاتب الأدلاء، إلى مكاتب الزمازمة، والنقابة العامة للسيارات، والجمعيات الخيرية ، والجمعيات التطوعية ؛ في تهيئة الظروف المناسبة لحجاج بيت الله الحرام داخل مكة المكرمة، أوالمدينة المنورة، أوفي المشاعر المقدسة. وهناك إحساس عظيم بالمسؤولية داخل نفوس جميع المشاركين. فقبل أن تكون هذه المهمة واجب وطني .. هي قبل هذا رغبة كبيرة فى كسب الأجر والمثوبة؛ لخدمة ضيوف الرحمن لكل العاملين سواء في المكاتب الإدارية أو في الميدان مباشرة . وهي شرف خدمة لايوازيها أي شرف .

ولكن مالفت الأنظار مؤخرا وأحدث ردة فعل جميلة في المجتمع.. منظر رجل الأمن وهو يعطي حذاءه وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة للحاجة المسنة بعد محاولات من زوجها الطاعن في السن في صنع حذاء مؤقت من الورق؛ ليقيها أشعة الشمس الحارة . وحقيقة هذا المنظر المشرف لن يكون الموقف الأول لرجال الأمن بل هو بداية مواقف عظيمة ستلتقطها الكاميرات المختلفة، عدا تلك المواقف غير المشاهدة وهي كثيرة ولله الحمد. وكلها أجرها عند المولى عز وجل. ولن ينسى المنصفون أبدا من المسلمين تضحيات رجال الأمن ووقفاتهم المشرفةعبر المشاركات الدائمة.

إن على رجال الأمن البواسل إدراك واستثمارالتقدير والاحترام والثناء المستحق من كافة شرائح المجتمع، وجعله دافعا ومحفزا بعد التوكل على المولى عز وجل؛ للعمل الذي يقدمونه على مدار العام، وخاصة في هذا الموسم الديني العظيم، وفي حضور مهيب للمسلمين في مكان واحد ووقت واحد . وهو مثار إعجاب الجميع. و هذا غير مستغرب ولله الحمد فقد توالت قيادات عديدة منذ عشرات السنين؛ للمساهمة الفاعلة في خدمة الحجيج. منهم من توفاه الله، ومنهم من تقاعد، ومنهم من هو على رأس العمل. وهم على نهج واحد لا يتغير من أداء الخدمة المشرفة في أقدس الأماكن فما أعظمها من خدمة، وما أعظمه من شرف. حفظ الله رجال أمننا وأخوانهم من الجهات الحكومية المدنية ،والأهلية من كل سوء ومكروه. وموسم حج متميز بإذن الله تعالى .

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button