وثيقة رقم(4/1ـ43) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19619).
العنوان: التبشير بسقوط قلعة الرس في يد إبراهيم باشا.
التاريخ: 1233
جهة الإصدار: صالح باشا والي الشام.
الصادر إليه: السلطان.
الترجمة/ نص الرسالة (لقد كانت قلعة الرس الحصينة قوة للظهر الوهابي، وكان قد حاصرها أخونا والي جدة إبراهيم باشا من مدة، والآن قد وردتنا البشائر ونحن بين الحرمين بأنه انتزعها من أيدي الخارجين. ووفق بأن استخلصها وما حولها من قرى جسيمة وقتل من الوهابيين الكثير. وبعد الوصول إلى المدينة المنورة تواردت إلينا الأخبار السارة؛ ولذلك أرسلنا إليكم رسائله لتقديمها للباب العالي. والحاصل لم يبق إلا الدرعية مكانًا آخر. ليهب الله وجود السلطان العافية وليبارك إحسانًا في عمره وشوكته وسلطانه.
قدم رئيس الكتاب الرسالة مرفقة برسالة إبراهيم باشا وأشر السلطان عليها. الحمد والثناء لجناب الباري إن شاء الله يوفق إبراهيم باشا في مهمته ويتخلص الحرمان الشريفان والحجاج من مضرة الخارجين)أ.هـ.
تعليق: صورة صفحة واحدة مخطوطة بلغة تركية عثمانية مذيلة بخاتم المرسل.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ الرسالة كتبها والي الشام صالح باشا إلى السلطان العثماني، يخبره عن حال الحرب بين إبراهيم باشا وأهل الرس.
ـ تقيد الوثيقة بأن بلدة الرس (قلعة الرس) حصينة وأنها قوة للدولة السعودية. وقد حاصرها إبراهيم باشا منذ مدة.
ـ ويشير الكاتب بأن القلعة انتزعها إبراهيم باشا.
وأقول: إن انتزاع إبراهيم باشا لبلدة الرس ليس بالقوة العسكرية. بل إنه عجز عن احتلالها. وصالح أهلها على الشروط التي أملوها عليه.
ـ يطلق على أهل الرس (الخارجين) ولكن كيف يكونوا خوارج وهم معتدى عليهم في دارهم؟!.
ـ الصحيح بأن إبراهيم باشا لم يستخلص الرس وما حولها من البلدات بالقوة العسكرية. ولكنه صالح بعضهم واستمال قلوب الآخرين، وأعطى الهدايا للعربان الذين في طريقة من أجل أن يكسب ودهم ويؤمن له طريق العودة.
كما أنه لم يقتل الكثيرين من أهل نجد كما ورد. بل إن الذين قتلوا من جنود الباشا أمام سور الرس أضعاف ما قتل من غيرهم.
ـ كما أن إبراهيم باشا إذا ورده خبرًا بأن بلدة ما سوف تتصدى له في طريقه قوّى جيشه وحشد المدافع والقنابل لحربهم. وعندما يصل إليها ولا يجد مقاومة فإنه يتعداها كما فعل في شقراء وضرما وقال كلمته المشهورة: (أردنا شقراء وأراد الله ضرما).
ـ في الوثيقة كما في غيرها يتقرب في النصر بدعاء وبركة السلطان العثماني. بعيدًا عن الاعتماد على رب العباد.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس.