هناك هدف خفي وراء قيام الحوثي بارتكاب عدة جرائم كجريمة مستشفى الحديدة وجريمة قتل الأطفال في حافلة صعدة، ومحاولته لإلصاق تلك الجرائم بالتحالف العربي والدولة الشرعية.
الهدف هو: عرقلة تحقيق السلام والتصالح في المفاوضات القادمة التي ستجري في جنيف.
قام الحوثي بارتكاب هذه الجرائم بعد موافقته للمبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث على الجلوس على طاولة المشاورات في جنيف خلال شهر سبتمبر القادم، وهو أيضًا ما وافقت عليه الشرعية والتحالف العربي.
أراد الحوثي أن يرتكب هذه الجرائم ويلصقها بالتحالف العربي والشرعية، بهدف تعقيد الحلول التي تقضي بتحقيق السلام في اليمن وإيقاف الحرب، والتصالح بين الأطراف اليمنية.
أراد الحوثي أن يُظهر التحالف العربي والشرعية بعدم توجههم الجاد نحو السلام، من خلال إلصاق هذه الجرائم عليهم كمؤشر سلبي يدل على سعيهم نحو المفاوضات القادمة.
أي أن الحوثي أراد من خلال ارتكابه لهذه الجرائم ضرب عصفورين بحجر، توريط الشرعية والتحالف وتحقيق هدفه بعرقلة حلول السلام في جنيف القادم كون الحوثي يسعى لعرقلة السلام من الآن، وسيتخذ تلك الجرائم التي ارتكبها ورقة ضغط في المشاورات وإدانة أمام المجتمع الدولي بما يعزز موقفه ويقوي براهينه.
بالإضافة أن الحوثي أراد من خلال هذه الجرائم أن يثير المجتمع اليمني حوله واستمالة المجتمع الدولي إليه، فقد سعى لاستثمار الشارع من خلال تنظيمه لوقفات احتجاجية ومسيرات تندد بتلك الجرائم، كي توصل رسالة للمجتمع الدولي، يسعى الحوثي من خلالها إلى تحقيق مصالح في المفاوضات القادمة من خلال القبول بأيقاف الحرب والتصالح وفق الشروط التي يريدها، أو عرقلة السلام والحل إن لم يحقق أهدافه المرسومة حيال ذلك.
باختصار: الحوثي يريد إفشال تحقيق السلام في المفاوضات القادمة، وقد ارتكب هذه الجرائم من أجل أن يدين الشرعية والتحالف ويحقق هدفه عبر إدانة خصومه وتشويههم، واتخاذها حجة ضدهم واستخدامها ورقة ضغط عليهم.
أي أنه أراد إخضاع الشرعية والتحالف لمطالبه في المفاوضات القادمة، أو عرقلته للسلام والحل عبر انسحابه بموقف قوي مدعوم بالعديد من النقاط مدعيًا من خلالها أن التحالف والشرعية سبب وراء عرقلة السلام والتصالح وعدم نجاح المفاوضات.