من الغباء أن يقوم أحدهم باستفسار الأمم المتحدة عن سبب استبعادها لمؤتمر صالح من المشاورات القادمة في جنيف.
فالاستفسار عيب يعود على من يقوم به، كون مؤتمر صالح هم سبب ما حدث لهم من استبعاد، غباؤهم السياسي وتصرفاتهم الخاطئة تجاه الدولة الشرعية ومؤتمر الشرعية هو من جعل الأمم المتحدة تستبعدهم؛ لأنها لم تجد غطاءً قانونيًا ولم تجد مبررًا منطقيًا لإشراكهم واعتمادهم كطرف في المشاورات، وذلك يعود لعدة أسباب سأذكر لكم هنا ثلاثة منها.
السبب الأول: المشاورات بين جانبين وليس ثلاثة.
الجانب الأول الشرعية ذات مشروع الدولة ومن معها من المكونات التي تؤيدها.
الجانب الثاني: جماعة الحوثي صاحبة مشروع الانقلاب على الدولة، ومن معها من المكونات التي تؤيدها.
مؤتمر صالح لم يعترف بالدولة الشرعية التي جعلها غير قادرة على ضمه في جانبها؛ لأنه لديه سياسة منفصلة مضادة معها، وهو ما يخل بشروط الجانب الواحد الذي يجب أن يكون صاحب سياسة موحدة ونقاط متفق فيها.
وأيضًا الأمم المتحدة غير قادرة على إشراك مؤتمر صالح، لأن ذلك معناه الوجود لجانب ثالث وهو الأمر الذي يتناقض مع عقد شروط المشاورات.
أي أن مؤتمر صالح إذا أراد تمثيله فيجب أن يكون في أحد الجانبين، إما مع الشرعية أو مع الانقلاب.
ولا ننسى أن مؤتمر صالح عندما حضر المشاورات السابقة، كان في جانب الانقلاب لأنه كان معترفًا بالانقلاب ومساندًا له، ولم يكن مشاركًا ولن تقبله جماعة الحوثي في جانبها دون اعترافه بانقلابهم ومساندته وتأييده، ولعب دوره السياسي فيما يخدمه.
مؤتمر صالح ارتكب خطأ عندما لم يتوجه نحو الاعتراف بالشرعية والاتحاد التام معها بعد اختلافه مع الحوثي، وهذا ما يجعلنا اليوم نصنفه أنه بموقفه هذا أصبح أقرب للانقلاب، كونه اعترف بالانقلاب عندما كان في جانبه من قبل ولم يعترف بالشرعية من بعد أن اختلف مع الحوثي.
وبالله عليكم قولوا لي، كيف سيتم إشراك مؤتمر صالح في مشاورات تتم بين جانبين الدولة والانقلاب، فإشراكه معناه وجود جانب ثالث له مشكلة مع الدولة وله مشكلة مع الحوثي، وهذا الجانب مخير إما يكن له تفاهماته المنفصلة مع الشرعية ليتحد معها ويتفق، أو أن يعود صوب الانقلاب ويعتبر ما حدث بينهم من اختلاف سابق هو شأن داخلي …… إما حضوره كجانب ثالث في المشاورات فهذا مستحيل، لأنه لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار !!
السبب الثاني : المكون السياسي قسمين وليس ثلاثة.
الحرب في اليمن بين الدولة والانقلاب قسم بعض الأحزاب السياسية إلى قسمين، قسم مع الدولة وقسم مع الانقلاب، والمؤتمر انقسم قسمين كذلك، والمشاورات التي تمت بين الجانبين من قبل حضر تمثيل واحد لأي مكون في كل جانب.
مؤتمر صالح هو سبب انقسام المؤتمر كونه أيد الانقلاب، وهو ما أعطى قبولًا واعتبار تمثيل لحزب المؤتمر في صف الانقلاب ليستمر اعتبار وجوده بعد اختلاف صالح مع الحوثي.
مؤتمر صالح عندما حضر المشاورات السابقة، وهو في صف الانقلاب، كان عبارة عن ممثل مكون واحد للمؤتمر، ولم يكن هناك تمثيل لمكونين لحزب المؤتمر في جانب الحوثي هما مؤتمر صالح ومؤتمر السلالة الهاشمية الذي يوجد اليوم بصنعاء.
إذًا بالله عليكم كيف سيحضر مؤتمر صالح كمكون منفصل في المشاورات السابقة على أساس أنه في الجانب الذي سيكون ضد الانقلاب، هل يعقل أن يكون هناك حزبان مؤتمريان ضد الانقلاب الأول مؤتمر الشرعية والثاني مؤتمر صالح، هذه ما قد وقعت في العالم، والمجنون سيعترض عليها فما بالك باصحاب العقول، الكل سيقول لماذا لم يتحد مؤتمر صالح مع مؤتمر الشرعية ويصبحا كمكون واحد له سياسته الموحدة وله دوره القوي.
رفض مؤتمر صالح لدعوة الرئيس هادي لتوحيد حزب المؤتمر، هو الذي جعل الأمم المتحدة تستبعده من المشاورات؛ كونه لا يوجد مدخل قانوني ومبرر منطقي وعقلاني لوجود تمثيلين لحزب واحد داخل جانب واحد في أي مشاورات.
مؤتمر صالح ارتكب خطأ بعدم توحده مع مؤتمر الشرعية، وهذا ما أضر بحزب المؤتمر الذي انقسم إلى قسمين عندما كان مؤتمر صالح مؤيدًا للانقلاب، وأصبح اليوم ثلاثة أقسام بعد خلاف مؤتمر صالح مع الحوثي، وعدم توحده مع مؤتمر الشرعية.
السبب الثالث: الحرب في المعركة بين فريقين وليس ثلاثة .
إذا أردت عقد مشاورات لإيقاف حرب في المعركة فيجب أن تتخاطب مع فريقين.
لا توجد أي معركة في العالم يتقاتل بها ثلاث فرق، المعركة تتكون من فريقين فقط، مواجهة بين فريق وفريق، مؤتمر صالح أراد بحضوره المشاورات أن يكون فريق ثالث في المعركة يتحارب معًا مع الفريقين اللذين يتحاربان فيما بينهما.
المعركة في اليمن بين فريق الدولة الشرعية وفريق الانقلاب على الدولة. والمشاورات للتصالح وإيقاف الحرب يمثلها هذان الفريقان.
أيضًا المشاورات في المعركة السياسية المتعلقة بالحرب تتم بين فريقين فقط، مثلها مثل مباراة كرة القدم.
هل رأيتم مباراة في كرة القدم بين ثلاث فرق بنفس الوقت داخل ملعب واحد !!
مباراة كهذه لن يستطيع الحكم أن يحكم ولا يستطيع الجمهور أن يعرف ماذا يحدث، ولن يستطيع أي فريق أن يترتب ويلعب ويحرز نصرًا.
وكذلك المعركة السياسية في ظل معركة حرب.
مؤتمر صالح بتوجهه السياسي بعد خلافه مع الحوثي أراد أن يكون الفريق الثالث في المباراة السياسية لحرب اليمن، وهذا مستحيل، كونه سيعارض أنظمة المباراة وسيعرضه لرفض الحكم الدولي وطرده من المباراة وأرضية الملعب.