تعيش بلادنا الغالية حرسها الله حدثا عالميا فريدا من نوعه يتمثل في توافد مايقرب من مليوني مسلم من أصقاع المعمورة لأداء فريضة الحج التي تشكل ركنا أساسيا من بين أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله على كل مسلم مكلف ومقتدر ولاشك أن دولتنا بكامل عدتها وعتادها ورجالها من مدنيين وعسكريين تتوحد جهودهم وكأنهم في غرفة عمليات واحدة لتنظيم هذه الحشود التي تأتي من كل فج وصوب بثقافاتها ولغاتها وعاداتها وتقاليدها لتتوحد في المشاعر المقدسة تحت راية واحدة لا حزبية فيها ولا انتماءات إلا لله الواحد القهار الذي ينظر لهم بعين رحمته ويباهي بهم ملئكته وهو يقول جل في علاه عشية عرفة بأهل عرفة : أنظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق ضاجين يرجون رحمتي ويخافون عذابي , أشهدكم أني قد غفرت لهم .
ولاشك أن هذه الجهود الجبارة لحكومة المملكة العربية السعودية تحتاج لترجمة من نوع خاص ومتسارع ومتواصل عبر وسائل الإعلام المختلفة الورقية منها والإلكترونية وعبر الشاشات المحلية والعربية والدولية وهو حدث ليس ككل الأحداث التي تحشد لها الطاقات الإعلامية بصورة تؤكد قوة وخبرة البلدان التي تنظم هذه الأحداث العالمية لو ربطناها بمسمياتها مع فارق الضيوف والمضيفين والبدان التي معنية بهذا من با بالاختيار كما هو حدث كأس العالم الذي فات في روسيا رغم قلة أعداد الحشود التي لا تقارن بحشود الحجيج وهذا ما يقودنا لأن نجعل من هذا الحدث ( الحج ) ساحة للقراءة بجميع اللغات التي ترتبط بجميع البلدان التي وفد منها المسلمون حتى لو قل عدد الحجاج فإننا بحاجة لنشر هذه الجهود لنبرز للدول الشقيقة والصديقة بأننا ننفرد بهذا التنظيم ولا اختيارات للمسلمين في هذا إلا هذا المكان والزمان الذي شرف الله به بلاد الحرمين الشريفين وقادتها لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل سبل حجهم وتذليل العقبات التي تواجههم بدء وانتهاء بين المملكة والبلدان التي يفدون منها .
وهنا لي وقفة مع جهود وزارة الإعلام السعودية ووزارة الحج وجميع الجهات ذات العلاقة بنقل هذه الصور الرائعة من سلسلة الخدمات والمواقف التي تؤكد قدرة المملكة على تحقيق أعلى معدلات الأمن والأمان والسلامة لحجاج بيت الله بالرغم من كل الفوارق الفردية واللغوية والعمرية والمجتمعية إلا أنهم يؤدونها بكل يسر وسهولة ويعودون بأجمل الذكريات عن هذه البلاد وعن الحج وشعائره ومشاعره وبالتالي لابد من إيجاد أرضيات صلبة ينطلق منها الإعلام ورجاله لنشر هذه الصور الرائعة من المشاعر المقدسة بما فيها مكة والمدينة المنورة وأتذكر جيدا قبل أكثر من عقد عندما كنت ضمن بعثة إعلام الصحيفة التي كنت أعمل فيها لتغطية موسم الحج بأنننا كنا نستضاف في مقرات الدفاع المدني ومن بعد كانت مؤسسات الطوافة الكبيرة تستضيف الصحف وتستقبل الإعلاميين وتقدم لهم كافة التسهيلات بالتنسيق مع الاتصالات والجهات ذات العلاقة وكانت توفر لنا أحيانا حتى وسائل التنقل بين المشار وبين مقرات الوزارات وبعثات الحج لننقل ما نشاهد ونجري الحوارات واللقاءات لحظة بلحظة مع المسؤولين ومع رؤساء بعثات الحجاج من الخارج وأتذكر حرصنا الشديد لنقل الصورة المشرفة للخدمات بوجه عام لهذه المناسبة بما يليق الذي لا يقل عن حرص الإعلاميين اليوم كما هي صحيفة مكة الإلكترونيةالتي تتربع على قمة النقل المميز من المشاعر المقدسة دون أن تنسى واجبها تجاه الوطن كله حيث تجمع بين الكلمة والصورة وبين المشاهدة الحية من موقع الحدث بالصوت والصورة في ظل ثورة الاتصالات والتقنيات الحديثة التي تفوق كل التصورات .
طبعا لابد أن يكون هناك استضافات خاصة مميزة لمن يأتي من خارج المملكة بدعوة أو بصورة اجتهادية لنقل هذه الجهود للعالم ولكن في الوقت نفسه لابد أن نقدم لصحفنا وقنواتنا ورجال إعلامنا ما يعينهم على أداء رسالتهم الشاقة في أيام معدودات وزمن محدود ينوء به الإعلام بكافة وسائله من أن يفي بكل ما تقدمه الدولة ومؤسساتها وقياداتها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله وهذا يستوجب إيجاد مقرات لوسائل إعلامنا المحلية ولا أعتقد أن مؤسسات الطوافة ستمتنع عن استضافة هذه الوسائل لأنها ستقدم لها خدمة أيضا بنشر جهودها كدعاية إعلامية هم بحاجتها في هذه الأوقات ومستقبلا وبالتالي نضمن الراحة لهذه الوسائل ورجالها ولا نتركهم يهيمون بوجوههم بين المشاعر مع أني أجزم بأن معظمهم لا يقتات من خلف مهنة المتاعب ولا يرصد أموالا من وراء هذا الركض الإعلامي المضني وقد يفرحمهم ويطربهم كلمة شكر أو ثناء من مسؤول أو جهة بعد أن ينتهي كل شيء شأنهم شأن من يرفع الوطن على هامته ويخدمه بما يستطيع وفاء وعرفانا ليس إلا .
أعود وأكرر وأهمس في أذن الجهات ذات العلاقة بأن يوفروا لمواطنينا الإعلاميين ووسائل إعلامنا بجميع أنواعها مقرات بالتعاون مع الجهات الحكومية والأهلية وأن يكونوا في مقدمة من نحتفي بهم لأن الإعلام الصادق المدعم يشكل المرآة الحقيقية التي تعكس تحضرنا وجهودنا في المنشط والمكره في السلم والحرب وفي كل المناسبات لا يمكن أن يعرف عنا العالم إلا من خلال نوافذنا الإعلامية المتزنة الراجحة فلنعمل على تكريمهم قبل وأثناء وبعد كل حدث عالمي ولو بإيجاد مقرات ليقوموا بدورهم ضمن منظومة العمل البناء المخلص لهذه الحشود المليونية ولنتحسس احتياجاتهم وتسهيل مهماتهم كما نحاسبهم لو أخطأوا على أخطائهم والله من وراء القصد .
إنعطافة قلم :
أنزلوا الناس منازلهموأوفوهم حقوقهم ليؤدوا واجباتهم كما ينبغي وشجعوهم ولا تخذلوا آمالهم بتمييز غيرهم عنهم فينعكس ذلك على أدائهم ونفسياتهم .
اؤيد مطلب الكاتب الدكتور عبدالله والحج موسم تسخر له حكومة المملكة الكثير من الجهود التي للاسف الاعلام الرسمي بقنواته التلفزيونية خاصةً لم تواكب هذه الجهود كما ينبغي سواءً قبل بدء المناسك او اثناءها مع الاهتمام بالجوانب الانسانية ولقاءات مع فئات من الحجيج من البلاد المتعدده فما يزال هناك مجال واسع وكبير لعمل احترافي يسلط الضوء على كل ما يتعلق بهذه الشعيرة العظيمة.
انا مع الكاتب في كل ما سطره قلمه المدرار فالحج الحدث الاكبر يجب ان يكون هناك إمكانيات اعلاميه هائلة تواكب مسيرة الحجيج وما اعد لهم من استعدادات بشريه لانجاح الخطط..ورد كيدالمرجفون في نحورهم لميتوا بغيضهم..