بيسرٍ وسهولة وباطمئنان تستقر جموع الحجيج التي أتت من كلّ أحدبٍ وصوب على الأراضي الطاهرة لأداء فريضة الحج تحفهم بالحفظ رعاية الرحمن، وتكتنفهم بالمحبة مشاعر الإنسانية، وتحتضنهم بالاهتمام أيادي الخير ..فما توانى الإنسان السعودي عن خدمة الجموع وما ضاق المكان بخدمة ضيوفه .. إذْ إن راحة الحاج صورة تنقلها أعين السعادة إلى قلب كل سعودي .. وما ذلك بحديث عهد على وطننا الشامخ المعطاء ولا على قيادته الغالية السخية لأنه منذُ أسس الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله المملكة، وأرسى فيها دعائم الأمن والاستقرار كانت من أولويات اهتماماته خدمة الحجاج والمعتمرين، وعلى ذلك النهج سار أبناؤه، وربطوا أسماءهم بشرف خدمة الحرمين الشريفين ..وفي كل مواسم الحج تقف كل مؤسسات الدولة الخدمية، والأمنية، والرقابية، والصحية، والإسعافية، والإرشادية، والدينية، والتعاونية بتوجيهات سامية من غالينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الغالي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ليؤدي الحاج مناسكه في يسر وسهولة ..فمنذُ وصول الحجاج إلى أراضي المملكة يجد الحفاوة في استقباله وترافقه الرعاية في تنقلاته، ويمد العون إليه أيادي المساعدة أينما حلّ .. والذي يبهج النفوس ويملأ الصدور سعادة أنه رغم صعوبة تحركات هذه الحشود الجارفة في مواقع وأماكن محددة، وفي وقت محدد، ورغم صعوبة التعامل مع ثقافاتها المتنوعة ولغاتها المختلفة إلا أنها محاطة بحمد الله بخطط وتنظيم وبرامج وإدارات تقودها إرادة الرجال الذين أبهروا العالم بجودة أدائهم، وبحسن تعاملاتهم، وبمواقفهم البطولية والإنسانية التي يشهدها الميدان، وتلك المواقف تعتبر أوسمة فخر على صدورنا جميعًا، كلنا نخدم الحج ..
ونسأل الله أن يحفظ ضيوف الرحمن، ويتم حجهم بالعفو والرحمة والغفران ..
0