في كل موسم حج يقف العالم أمام مشاريع نفذت وأعمال قدمت وإنجازات تحققت، لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة، وفي موسم حج هذا العام توقفنا أمام مبادرات ومشاريع متعددة، نفذت بمنطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ساهمت بشكل واضح في تمكين حجاج بيت الله الحرام من أداء فريضتهم بيسر وسهولة.
وكان من بين هذه المشاريع التي لا نقول إنها جذبت الأنظار، ولكنها حيرت الاقتصاديين مشروع “قطار المشاعر المقدسة” الذي عملت هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة هذا العام على تجهيزه وتأهيله؛ ليتمكن من نقل ثلاثمائة وخمسين ألف حاج في خطوة أرادت من خلالها الهيئة وبتوجيهات من مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر، على مواكبة ما شهدته القطاعات الحكومية ذات العلاقة بخدمات الحجاج من تطورات متسارعة.
وجاء اختيار شركة “أسواق المستقبل“؛ لتنظيم وتشغيل القطار في موسم حج هذا العام متوافقًا مع رؤية الهيئة بقيادة أمينها العام الدكتور هشام الفالح فاستطاعت أن تترجم الرؤية إلى واقع من خلال زيادة أعداد الموظفين وتوطينها، فكان هذا هو التحدي الحقيقي الذي استطاعت الشركة تحقيقه بنجاح، وبإرادة الله وعزم الشباب واصرارهم، أثبتت الشركة المشغلة وطنيتها، ووجهت رسالة مضمونها أن شبابنا قادرون على تحدي الصعاب متى ما وجدوا الفرصة المناسبة لهم.
وإن كانت هناك مؤشرات نجاح تحققت في قطار المشاعر هذا العام، فإنها لا تنحصر في جهود جهة أو قطاع فالكل عمل وشارك بدءًا من هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة التي وجدت المشغل الجيد مرورًا بما قامت به وزارة الحج والعمرة من مجهودات وقيادة قوات أمن الحج من تنظيم وتخطيط لإدارة الحشود أثناء وصول الحجاج للمحطات ومغادرتهم لها، فالجميع عمل داخل منظومة عمل متكاملة هدفها خدمة الحاج وتوفير الأمن والسلامة له أينما حل.
ومن حقنا اليوم أن نقول بأن قطار المشاعر مفخرة لكل مواطن سعودي، لأنه مشروع خدمي لا استثماري يبحث عن العائد.