تعتبر ظاهرة التسول ظاهرة عالمية لا تختص ببلد بعينه ولكنها قد تنشط أكثر في عالمنا العربي بحسب اتساع معدلات الفقر والحاجة والبطالة وغلاء المعيشة مقابل انخفاظ الدخول وهنا في المملكة العربية السعودية تنتشر هذه الظاهرة عن طريق الوافدين وعمال النظافة وقد تتنوع بتنوع المكان والزمان وخاصة في بعض المناطق وعلى رأسها المنطقة الغربية وتحديدا في مكة المكرمة حيث تنشط في المواسم بالذات ومنها موسم الحج الذي نعيشه هذا الشهر وكذا في رمضان وعلى مدار العام داخل الحرم المكي الشريف وحوله والطرقات المؤدية إليه وفي أنحاء مكة وداخل أحيائها وعلى رأس المتسولين بعض الوافدين للعمرة والحج وبالذات ممن يتخلف عن الرحيل ولكن الظاهرة الكبرى تكمن في تسول عمال النظافة وهم بالمئات إلم يكونوا بالآلاف على مستوى المدينة المقدسة الذين يقفون على الطرقات وهم يتكئون على عصي المكانس بصورة غير حضارية ويمدون إيديهم ويستعطفون الداخلين والخارجين من وإلى الحرم فضلا عن أولئك الذين يتسولون داخله حول عبوات زمزم ووفي المداخل والمطاف والمسعى والصفا والمروة وهذا ليس جديدا بل مر على هذا الوضع سنوات عديدة بل ويتطور بأساليب جديدة والسؤال الذي يقفز إلى سطح النقاشات حول هذه الظاهرة أليس وراء هؤلاء العمال شركات تثقفهم وتوعيهم وتنهاهم عن هذا السلوك الذي يتحدث عنه العامة والخاصة وينقله الوافدون للمملكة بزيادة وتهمة بأنهم من السعوديين وهو مجاف للحقيقة وبعيدا عن المصداقية فمعظم المتسولين إلم يكونوا كلهم من جنسيات مختلفة وقد تتركز في جنسيات معدودة معروفة لا داعي لذكرها وقد تم طرح هذه القضية في أكثر من وسيلة إعلامية ونوقشت كولكن للأسف الشديد الظاهرة في تنامي ليس في الحرم المكي فحسب بل حتى في الحرم النبوي الشريف وعند إشارات المروروحول الأسواق وفي بعض الجوامع وفي محطات الوقود وأمام بعض الجهات المعنية واعتقد أنالإجابة لدى جهاز مكافحة التسول وجهات أخرى يجب أن تقوم بدورها حتى تختفي هذه الظاهرة التي تتفشى في المجتمعات الفقيرة أما وأن تنتقل لبلادنا بواسطة هذه العمالة ومن يقف خلفها من الشركات والمؤسسات فهذا مالا نريده ولا نقره وأرى أنه يجب حسم الأمر من خلال إنذار شركات النظافة التي تتقاضي عشرات الملايين مقابل هذه الخدمة وقد تبخس العمال حقوقهم فيمارسوا التسول لتسديد النقص المادي أو تأخر صرف مستحقاتهم واعتقد أنه لو تم وضع رقابة صارمة على هؤلاء العمال وغيرهم ممن يمتهن التسول لاختفت ولكن يبدو أن هناك شركاء غير متشاكسين في محصلة هذا التسول وقد سمعنا ورأينا أنه وجد لدى بعض المتسولين مبالغ خيالية من وراء التسول وبعضهم يعمل على مدار الساعة لا يرتبط بالدوام الرسمي من قبل الشركة على مرأى من المسؤلين في هذه الشركات والسبب يرجع لتحصيل ميالغ أكثر يوميا ولو عدنا لاعداد هؤلاء العمال وما يجنونه من وراء التسول لوجدنا أن ملايين الريالات تدخل جيوبهم في ظل غض الطرف من كفلائهم وعدم الرقابة الصارمة من مراقبي الجهات ذات العلاقة بمكافحة التسول مما يجعل الحديث لن ينقطع ما لم يرى المجتمع أن هذه الظاهرة في انحسار واختفاء والمشكلة أن الظاهرة انتقلت في المناطق والمحافظات والمدن وحتى القرى المخدومة من البلديات الفرعية لأمانات المناطق فتجدهم حول الإشارات وعلى جوانب الشوارع والطرقات بعد أن وجدوا في العملية مهنة غير المهنة التي استقدموا من أجلها في من عمال النظافة الوقت الذي يمرون ويقفون على النفايات ولا يرفعونها واعتقد بل أجزم أنه لو تم توجيه خطابات من قبل الجهات المختصة لشركات ومؤسسات النظافة بضرورة متابعة العمالة وتحذيرهم من التسول وتوعيتهم فلن تتكرر هذه المشاهد اليومية على مدار الساعة وبالذات في المدينتين المقدستين ولا تتوقف عليهما بل يتم اجتثاث الظاهرة منجذورة وفق أنظمة صارمة وجزاءات واضحة على الشركات نفسها وتشهير بمن يخالف كذلك لا ننسى توعية المجتمع بعدم التعاطف مع المتسولين من الأطفال والنساء عند الإشارات وفي مواقع تواجدهم كذلك عمال النظافة والمتخلفين إلى جانب وضع لوحات إرشادية في الشوارع والميادين وحول الحرمين الشريفين بالصورة والعبارة التحذيرية حتى نرى الجميع يلتزم ويكتفي بما يدخل عليه من دون أن يمد يده للناس من باب التكسب ليس إلا وكثيرا ما قرأنا في الصحف الورقية والإلكترونية عن مفاجأت غريبة للمتسولين وما يحصدون من مبالغ قد لا يصدق بها أحد إلا بعد تتبعهم وكشف ما لديهم من أرصدة تفضحها تحويلاتهم ومن هذا المنبر ندعو الجهات المختصة في المدينتين المقدستين وفي جميع المناطق والمدن والمحافظات لدراسة الظاهرة دراسة جدية وإيجاد الحلول الناجعة لاجتثاث هذه الظاهرة من جذورها من خلال حملة شبيهة بحملة محاصرة وتتبع بؤر المخالفين لأنظمة الإقامة ولتصبح بلادنا بشعار ( وطن بلا تسول ) كما هو شعار ( وطن بلا مخالف ) والله من وراء القصد .
1
بعض الإعلام المغرض يصورنا أبالسة
ويتحين الفرصة لتلفيق أي تهمة
شاهدت بعيني خطيب فلسطيني
يكيل التهم ويحاول النيل من المملكة
يدعي كذبا أن مشروع نيوم يبعد 50كيلاً عن مكة
فلله ما أكذبه