لم تدّخر قيادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الراحل الملك عبد العزيز أي اهتمام أو جهد بالحج، الفريضة التي تعكس أعظم صورة للتنوع والتعايش في أطهر بقاع الأرض.
وفي حج هذا العام، والذي بلغ فيه عدد الحجاج قرابة 2 مليون و300 ألف بحسب هيئة الإحصاء، تم إعادة هيكلة بعض الوزارات والمؤسسات والأجهزة انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 حتى تصبح المملكة نموذجًا رائدًا على كافة المستويات، وقد قامت قيادات هذه الجهات المختلفة بتسخير كافة جوانب التقنية وجميع تطبيقاتها الذكية بما تحتويه من أهداف تعليمية وتوعوية وصحية وإرشادية لخدمة الحج وضيوف الرحمن، حتى أصبح حج هذا العام يوصف بـ”الحج الذكي”.
فمثلاً كل الأمور والمشاكل التي تواجه الحاج وقت تعرضه لحادث – لا سمح الله – أثناء تأدية مناسك الحج، أو فقدانه لأمتعته، أو حتى إذا كان بحاجة إلى رعاية صحية، فكل تلك المشاكل أصبح من السهل التعايش معها من خلال زمرة التطبيقات الذكية التي تهدف إلى تسهيل أمور الحجيج، خاصة وأن أبرزها يتعلق بأمور الصحة والنقل والأمن والإقامة، وتُقدّم كل هذه التطبيقات خدماتها بسبع لغات.
ويجب أن أُشيد هنا أيضًا بدور الجهات المعنية في حسن استقبال الحجاج القطريين، وتوفير كل سبل الراحة والأمان لهم رغم ظروف الأزمة السياسية، وتعنُّت حكومة دولة قطر في إرسال حجيجها لأداء فريضة الحج بحسب القوانين والأنظمة المتفق عليها.
وهذا ليس بغريب على هذه الدولة، السعودية الأبيّة، والتي منذ تأسيسها أخذت على عاتقها خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: “هذه الدولة في خدمة الحرمين الشريفين، ويشرِّف ملكها أن يكون خادم الحرمين الشريفين”.
نسأل الله لحجاج بيت الله الحرام أن يتقبل حجّهم وأن يحفظ المملكة العربية السعودية، مهبط الوحي وقلب العالم الإسلامي، من كل مكروه، وأن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان.
كاتبة وناشطة اجتماعية