الوثيقة الثانية عشرة
وثيقة رقم(5/1ـ122) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19592).
العنوان: الاستيلاء على قلعة الرس وقرية صابرة وعنيزة رسالة محمد علي باشا والي مصر.
التاريخ: 1233
جهة الإصدار: محمد علي باشا والي مصر.
الصادر إليه: الصدر الأعظم.
الترجمة/ نص الرسالة(صاحب الدولة والسعادة والعطوفة والرأفة، الوالد الأمجد الممدوح الهمم، حضرة سلطاني. بعد
مقدمة دعاء.. لقد حاصر مخدومنا حضرة عطوفة إبراهيم باشا قلعة الرس التي هي بمثابة مغلاق الدرعية. ولمّا امتدت أيام الحصار لبثت أياما في اضطراب، ولكن الحمد لله والمنّة فإن ولدنا المشار إليه في رسائله التي تواردت تباعًا قد دلّ على ما كان من الآثار الجليلة٬ على عبوديتنا من جانب حضرة سيدنا ولي نعم العالم من حسن الأنظار العلية ويمن التوجيهات الجليلة السلطانية٬ فذكر أنه في 10 ذي الحجة أخذ قلعة الرس بالأمان٬ ثم استولى على قرية صابرة القائمة في داخل السور على بُعد 6 ساعات. وسيطر على قرية عنيزة المشهورة بحصانتها٬ وأنه يعتزم الوصول إلى قرية بريدة التي جعل شيخها هجيلان تحت الطاعة. ولم يبق بعون الله تعالى في وادي القصيم أي مخالف. ونوّه بأن الطريق إلى الدرعية سيكون في اليد٬ ولذلك فإنه لما وصل بريدة قد جهّز نفسه فيها. وتوكل على الله في الاتجاه نحو السمت المذكور.
وأن ابن سعود انتقل من عنيزة إلى بريدة وقام من هذه٬ ولكن لا يعرف مكان اتجاهه. وقد أوردت بالتفصيل أخبار هذه النصرة وقدمتها إلى مقام الصدارة مرسلة مع “التاتار” الخاصّين ومما لا يخفى أن هذه الأخبار قد نشرت الانشراح لورودها من الأبناء إلى الآباء وهي تولد الانبساط. ولذلك سطّرت هذه الرسالة الخاصة وقدّمت للجانب العالي. وإن شاء الله تعالى لما تتفضلون بالعلم بها أبقى مشمولًا بحسن التوجيه٬ كما هو المألوف والمعتاد. وفي جانب الرسالة كلمات.. أن الطريق إلى الدرعية قد أضحى الآن مسيطرًا عليه وأنه من المأمول وصول البشرى بأخذ الدرعية. وأنا لها بالانتظار. أدام الله حسن توجيهاتكم على المخلصين)أ.هـ.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.
# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ محمد علي باشا والي مصر يبلغ السلطان العثماني في خطابه بأن ابنه إبراهيم باشا حاصر الرس. وذلك بعد وصوله إليها قادمًا من المدينة المنورة. ابتداء من تاريخ: 25/8/1232هـ.
ـ محمد علي باشا يخبر السلطان بأن الرس (بمثابة مغلاق الدرعية) وقد تكرر هذا الأسلوب من محمد علي وابنه إبراهيم بما يفيد بأن بلدة الرس مهمة لديهم٬ وأنها هي مفتاح الدرعية.
ـ كما يفيد محمد علي السلطان العثماني بأن مدة الحصار امتدت وأنه في اضطراب من ذلك.
وأقول: هذا صحيح فإن حصار إبراهيم باشا لبلدة الرس امتد طويلا (ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما)٬ وهذا سبّب الملل والضجر له ولجنوده مما جعله يتذمر من قوة سور الرس وقلاعه ومن صمود أهلها وشجاعتهم حيث قضوا على مجموعة كبيرة من عساكر الباشا. وهذا جعل إبراهيم يلوم نفسه حيث قضى وقتًا ثمينًا وأهدر سلاحًا كثيرًا في حصار لا مبرر له.
ـ كما أن محمد علي باشا يكثر التضرع للسلطان ويعزو بأن ما قام به من حروب في نجد وانتصارات٬ إنما هي بفضل هداية وقوة السلطان.
ـ ثم ذكر محمد علي باشا في خطابه للسلطان بأن ابنه إبراهيم باشا قام يوم العاشر من ذي الحجة عام 1232هـ٬ أخذ قلعة الرس بالأمان. أي أنه لما عجز عن الاستيلاء عليها بالحرب والحصار أعطى أهلها الأمان وصالحهم على شروط قبلها٬ وهي في صالحهم.
ـ كما أن إبراهيم باشا٬ عندما كتب الصلح مع أهل الرس وأمنهم على أنفسهم وأهلهم وبلدتهم, استولى على بلدات الخبراء وعنيزة وبريدة٬ بل إنه سيطر على كل القصيم.
ـ كما أوضح بأن إبراهيم باشا بعدما وقّع الصلح مع أهل الرس بدأ ينظر إلى الدرعية التي يرى أن الوصول إليها أصبح سهلًا وأن الطريق أمامه مفتوحًا ليس فيه عقبات.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.