عوضه الدوسي

في مفهوم الولاء الوطني

على المستوى الفلسفي التحليلي يقصد بالولاء جملة من المعاني والمعارف الى جانب انه يتضمن أعمالمكثفة في الاخلاقيات , وان كان هذا المصطلح (الولاء) يحتل مكانا اخر في المفهوم الديني والمنظورالشرعي ولست بصدد الحديث عن ذلك , وما اعنيه هو الولاء من منظور أخر متعلق بالجوانب الفلسفية في الحياة الاجتماعية للإنسان , فحينما يكونالمواطن صالحاً فان نواياه تدفعه الى ترجمتها الى الواقع العملي ولو بالملامح والمظهر الخارجي  , وهنا يتضح الجانب الفلسفي لمفهوم الولاء من منظورتحليلي معرفي ,عندها تتبلور داخل نفس الانسان توجهات سامية عن الوطن وانسانه , وتقترب من صانع القرار وتتجه اليه قلبا وقالباً  واستتباعاً لذلك يكون التعرف على كل منجز وبكل شغف مع متابعة حثيثة لكل التطورات بحس واعي وفطن في صوت ذائع في الاشادة والتأييد.

ففي الآونة الاخيرة قد فطنت الى والدي الطاعن في السن يحفظه الله وامد في عمره كثرة تساؤلاته عن حكومتنا الرشيدة , فما أن تصل عقارب الساعة في تمامها حتى يبدا بتساؤلاته على اعتبار البث والموجز الاخباري , كل ذلك دون النظر الى ساعته التناظرية حتى تشعر أن بداخلة ساعة بيولوجية ومنبه يقرع ضميره يدفعه لمعرفة اخر الاخبار ايمانا بدور القيادة , اتذكر تساؤلات عديدة قد يكون من ابرزها هل الملك يحفظه الله لا يزال في مكة أو انتقل إلى جده , إلى أين وجهته القادمة كلها تساؤلات مفعمة بتطلع إلى المحبة والسلام وإلى هذا الرخاء الذي ننعم به .

إن هذه التساؤلات وغيرها يدفعها محرك داخلي وشعور صادق يبتعد عن الزيف والتملق , حتى انك تدرك حالات الانفعال في السلب والايجاب في تأثر واضح للجهات العليا ,وتلحظ ذلك بجلاء ببعدي السرور والغضب , وعليه فانك تشعر بانتماء مباشر يرتبط بكل تعبير وتوجه للجهات العليا وفقها الله , وتشعر بتشكل في ذات الاخر لمعاني غالبا مانلمسها في الجوانب النفسية وملامح الوجه , وفي الغالب الاعم تظهر بمحاولات قوية لنقلها كجوانب معرفية في الاشادة والتأييد رغم قصورٌ واضح في التعبير عما يحاك في النفس ولكن تخرج بملامح من الرضاء والسعادة والأنس واستبشار سار قل له مثيل أو نضير  , أو تنقل إلى ابتهالات بدوام التوفيق في دعاء خالص الى الله أن يوفق قيادة هذه البلاد وأن يسدد على درب الخير خطاها, وكل هذا في نظري يتجه الى قيمة حضارية إنسانية تعترف بالفضل والجميل على ما ننعم به في هذا العهد الزاهر ,وهذا الشعور ليس حالة طارئة وانما هو مستمرة دائم متلازم ووثيق ويتضح فيه بجلاء انتماء صادق, وتلك لاشك معاني سامية محفوفة بالقيم النبيلة والمثل العلياء في كل اسرة من مجتمعنا السعودي الكبير, وهذه التوجهات أرى انها سوف تسهم بشكل مباشرفي تعزيز اللحمة الوطنية وزيادة الانتماء والارتباط وبشكل اوثق في الالتفاف حول القيادة , ومن جانب اخر سوف يؤثر ذلك بشكل أكبر في المحيط الاجتماعي القريب وكذا الأجيال القادمة نحو وطنية خالية من الأمراض الإجتماعية , وبالتالي إثراء المضمون الوطني من حقيقة شاخصة في الوجود الاجتماعي تلتحف بسجايا وفطرة سوية فتحيةَ اجلال واكبار لهذه الفئات في مجتمعنا على ماتضفيه على الصعيد الوطني نحو كل شيء للوطن وانسان الوطن في عطاء متصل بالعقل والوعي والحكمة لمشروع وطني جامع يوثق عرى العلاقة بينالحاكم والمحكوم.

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button