المقالات

هيئة الصحفيين !

أثار الدكتور عبد الرحمن العرابي موضوعًا، كان يُثار ثم لا يلبث أن يغيب أو يُغيَّب، وهو موضوع هيئة الصحفيين، الوضع في مأزق كبير جدًا فمن وجهة نظري أنه لم تعد هناك صحافة بالمعنى الذي كان سائدًا قبل عقد من الزمان وأكثر، فطغت الصحافة الإلكترونية على الصحافة الورقية؛ التي انحسرت وإن صح التعبير اندحرت وتقهقرت أمام الصحافة الإلكترونية.
والصحافة الإلكترونية أيضًا تجد تنافسًا إلكترونيًا قويًا، فنجد مثلاً هناك صحفيين لهم حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يصل من خلالها الصحفي للقرّاء؛ ليقول ما يريد في لحظات، وقد لايحتاج إلى الصحافة بمسماها.

وجل الصحفيين هنا، وهناك أصبح لهم ظهور قوي على الشاشات أو في الإذاعات فلم يعد أغلبهم متخصصًا في الصحافة فقط إلا القلة من كتّاب الرأي. فانكمشت كلمة صحافي لتتماهى في كلمة إعلامي؛ لذا فعلى هيئة الصحفيين التي لم تقم بدور واضح سابقًا – كما ذكر ذلك الدكتور العرابي- وهي لن تستطيع أن تقوم بدور حاليًا كون دورها انحسر وقوتها وهيمنتها ضعفت، عليها -إن أرادت- أن تخلق دورًا يحدث حراكًا في الوسط الإعلامي بأن تقوم بغربلة العمل؛ لتخرج لنا بتتظيم جديد نطلق عليه هيئة الإعلاميين بدلًا من هيئة الصحفيين، يلزم فيه كل إعلامي بالانضمام إليها وسداد رسوم عضويتها وترشيح مجلس إدارتها لتستطيع من خلال هذا التغيير أن تقدم إعلامًا متزنًا لا تجاوزات به تراقبه، وترد وتُبعد كل المتسلقين على جدار الإعلام المتطاولين على الاحترافية الإعلامية.
نريد هيئة جديدة في كل شيء اسمها، مهامها، قوتها، تعمل بعزم وحزم.
أو على مجلس الإدارة تقديم استقالته، وترك المجال لرجال يرغبون في التجديد من الشباب المتوقد حماسة وشغف، فربما تظهر أفكارًا تواكب العصر الإعلامي الحديث.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى