في ليلة من ليالِ الأفراح بجدة، التقيت أحد الزملاء الكرام، وتجاذبت معه أطراف الحديث ريثما يحين وقت العشاء، ومن ضمن ما تطرقنا له، وضعنا الراهن مما يتعلق برؤية المملكة ٢٠٣٠ التي يقودها سمو ولي العهد، وما تحمله تلك الرؤية من أفكار جديدة ومرحلة متطورة من التغيير الإيجابي والنمو الاقتصادي، الذي تنتظره بلادنا مستقبلاً بإذن الله، فقام زميلي يستعرض بعض المقارنات بيننا وبين الدول المتقدمة فيما يتعلق بنمط المعيشة والسلوكيات المتبعة في الصرف اليومي على متطلبات الحياة، فقال :- على سبيل المثال هم يبتاعون الفواكه بالحبة، واللحمة والرز والسكر بالكيلو، بينما نحن نشتري الأولى بالكراتين والثانية بالأكياس، فأثنيت على كلامه، وأضفت :- حفلة الزواج عندهم تقتصر على العائلة وعلى مشروبات ومرطبات وكيكات، وماشابه ذلك من بعض الأكل الذي لا يتجاوز السندوتشات، ونحن كما ترى الآن، قاعة أفراح رجالية تتسع لأربعمائة، وأكبر منها نسائية تتسع لسبعمائة امرأة، وعشانا يا زميلي تجاوز الثلاثين خروفًا، وعشاء النساء أمتار عديدة ونعم كثيرة مما لذ وطاب من البوفيه المفتوح، مع مايصاحب ذلك من المطربات والشعراء وجميع اللوازم الأخرى التي شعارها (نحن لسنا أقل من غيرنا) وهكذا هي طبيعة زوجاتنا في أغلبها إلا من رحم ربك ..
ومنازلنا يا زميلي، في أغلبها هي مساحات شاسعة نبنيها للغير وليس لاحتياجنا الفعلي للسكن، فلدينا مثلاً نصف مساحة الأرض مجلس للرجال وآخر للنساء وصالة طعام للرجال وأخرى للنساء، وتلك الغرف الأربع لا نفتح أبوابها إلا في قدوم الضيوف الذين قد يأتون مرات محدودة في السنة وقد لا يأتون !!
فعسى أن تكون هذه الرؤية الموفقة، ناصحة لنا ومربية لسلوكياتنا، كي نعتدل في مصروفاتنا ونمط حياتنا، ونتصرف مثل الآخرين، الذين سبقونا إلى الحضارة وإلى آفاق المعرفة، ونحن مازلنا نفاخر بالمظاهر المادية المستهلكة، التي تزيد الأغنياء بطرا وبذخا وتفاخرا، وتزيد الفقراء قهرا وألمًا وديونًا.
بيض الله وجهك اتغير يا ابو وليد يمون من عندي ان شاء الله 2030 وسوف ترا بعينك مع تحيات ابو هاشم
سلمت أبا هاشم ، وجهك أبيض ..
الله كريم ، لعل وعسى تتغير سلوكياتنا للأفضل .
كلام سليم،وألم يعيشه الجميع ،لكن يادكتور كيف يعالج المجتمع هذا الالم ومن أين تكون البداية ؟.
هلا بأخي ناجح .. بإعتقادي إن سبب الخلل هو مخرجات الطفرة وما صاحبها من سلوكيات مجتمعية سلبية ، فالكل ركب الموجة حتى ولو كان من ميسوري الحال ، وذلك في سبيل تقليد الغير والتماهي مع المجتمع ، والعلاج هو العودة إلى ماكنا عليه من البساطة والتخلص من المظاهر الكاذبة .