ظاهرة صحية أن يتجه المتقاعد إلى استثمار ماتبقى لديه من طاقة ونشاط، ومايحتفظ به من خبرات تراكمية اكتسبها خلال فترة خدمته في قطاعات الدولة(سواء كانت مدنية أو عسكرية ) فيما يعود عليه، وعلى مجتمعه ووطنه بالفائدة المرجوة.
وَلا عَجَب أن ينشئ المعلم السابق مدرسة خاصة على إحدث المعايير، ويشرف على المسيرة التعليمية فيها، ولا غرابة أن يفتتح الطبيب المتقاعد مجمعًا طبيًا متخصصًا يعمل فيه كادر طبي متميز ويتولى الإشراف عليهم ومتابعة سير عملهم، كما أنه من الجميل أن يقوم الضابط المتقاعد بتأسيس شركة أمنية، ويستقطب أبناء الوطن للعمل معه فيما يساهم في حفظ الأمن وضبط النظام، وهكذا المتقاعدون من بقية المهن الفنية.
المُهِم في الأمر أن يستمر التفكير الإيجابي لدى المتقاعد المنبعث من خشيته من خالقه وحبه لوطنه وإخلاصه لولاة أمره، واستشعاره بعِظَم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وإيقانه التام أن التقاعد ليست نهاية المطاف وإنما بداية مرحلة جديدة، وأنه لازال في عنقه بيعة لولي الأمر حتى يتوفاه الله.
العائد المادي والاستثمار الحلال: مباح، ولا غبار على ذلك، وتسعة أعشار الربح في التجارة، ومع ذلك يجب أن لا يكون البحث عن الربح هدفًا وحيدًا دون النظر إلى النتائج لأن الناتج أهم من الهدف حسب مقتضيات المصلحة العامة وتماشيًا مع الرؤية الحديثة للمملكة العربية السعودية 2030
.
وعندما نشاهد الفشل حليفًا مثل هذه المشاريع الاستثمارية فلايمكن أن يكون ذلك بسبب خلل إداري بقدر ماهو نتيجة التسرع في الكسب المادي والبحث عن الربح دون إعطاء المستفيد ما يستحقه من عناية واهتمام، وذلك بسبب البعد عن المنهجية التي اعتاد عليها المالك طوال خدمته في قطاعات الدولة التي قد تتجاوز الثلاثين عاما، رغم أنه لو أخلص في عمله لتحقق الربح المعقول بإذن الله مع المزيد من الثناء عليه من المستفيدين نتيجة مايقدمه لهم من خدمات راقية يصاحبها استشعار بالمسؤولية وترسيخ للوطنية.
لكن الواضح أن أغلب المستثمرين من هؤلاء يتخلى عن كل المثاليات التي كان يتغنى بها قبل مزوالته للعمل التجاري !!
ونقول لمثل أولئك:- ماهكذا تورد الإبل ياسادتي الكرام..