عبدالله غريب

الزعل وأنواعه !!

كلمة الزعل تعني حسب معناها الفصيح الاستياء وتعني الإصابة بالغيظ والغضب والسخط تجاه شخص ما أو عدة أشخاص تصل أحيانا بين مجتمعات وكيانات وبلدان ومن وجهة نظري الخاصة والتحليلية فإن الزعل ينقسم إلى عدة أنواع مختلفة ففيها ما قد يبقىمدد طويلة يغذيها الحسد والحقد وعدم صفاء النفوس ونظافة السرائر ومنها ما ينتهي بمجرد انتهاء العارض وزوال السبب إما بالتنازلات المحمودة عواقبها أو بالصلح والصلح خير في كئير من الخلافات بين الناس وهنا استعرض معكم باختصار هذه الأنواع ومسبباتها وتبادل الأدوار فيها :
هناك من يزعل عليك وهذا يحصل بصورة واسعة النطاق ويعتبر من الخلافات الطبيعية التي تنتهي بزعل ولكن لا تدوم كثيرا وعادة كما ذكرت تنتهي بالصلح أو بالتنازلات من طرف واحد أو من الطرفين وهذا يدخل في دائرة الحديث الشريف يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام وحفاظا على أواصر المحبة والقربى وهو أقل أنواع الزعل الذي يدخل في باب الخلافات الطبيعية المتكررة .

هناك من يزعل معك وهذا أسوأ الأصدقاء ينطبق عليه مصطلح ( الإمعات ) إمع الذي يقول أنا معك لكنه لا يتبت على موقف لضعف رأيه وعدم استقلاليته ممن يقول ” إن أحسنوا الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا لا يعرف الصحيح بأن يحسن كما يحسن الناس وعندما يسيئون فلا يظلم والشاعر قال ” ولست بإمعة في الخطوب … أسائل هذا وذا ما الخبر ” وقال شاعر ينفي التهمة عن نفسه ” ماكنت إمعة وولكن همة …. تأبى الهوان وفسحة في المنجع ” وكثير من المثقفين يعتبرون هذا النوع من البشر يجيد النفاق الإجتماعي علاقاته مبنية على أرض هشة تميد به وتميل به حيث تميل الريح فلا يثبت بل يتاجر بشخصيته بدون ثمن أو بثمن بخس رخيص

.
هناك من يزعل فيك وهذا هو الصديق الصدوق الراقي في علاقته وتعامله المنصف صاحب الحمية المطلوبة ومفاد زعله بأن يذب عنك في المجالس عندما يتناول اسمك أشخاصا يريدون الانتقاص من قدرك واغتيابك في غيابك فتجده يتدخل بإسكات المغتابين ويذود عنك دونما طلبك ولكن أخلاقه وأدبه وتأدبه في المجالس يجعله لا يسكت عن قول الحق ويدافع عنك بما يستطيع حتى ولو أن في كلامهم ما قد يكون فكل الناس لا يخلون من التقصير والعيوب ولكن هذا يزعل فيك وقد لا يكون من أصدقائك وقد لا يخبرك بما حصل فهذا الشخص تمسك بصحبته واشكره على فعله تجاهك في غيابك بمدحك والثناء عليك وإخراس الألسن المتعودة على الغيبة واتقاص الناس بمجرد هوى وغيرة وحسد وحقد دفين .

هناك من يزعل لك وهذا يشبه الذي يزعل معك يمارس الاتجار بسلوكياته لمصالح شخصية حاضرة أو منتظرة وسرعان ما قد ينقلب ضدك وينضم لصفوف الناقمين عليك لأنك لم تجزيه الجزاء الأوفى لزعله لحسابك وهذا النوع يجيد النميمة بامتياز يعطيك ما سمع وما يراه محفزا لحفيظتك تجاه الآخرين حتى يستدر محبتك ويمارس الدور في كل موقف يحضره أو قد يصطنعه ليثبتلك زعله لك من الآخرين .

هناك من يزعل منك وهذا يعتبر أسوأ الزعلانين فهو لا يزعل عليك ولا لك ولا فيك ولا ول … الخ أنواع الزعل وإنما يزعل منك لأي نعمة يراها عليك يطبق الحسد في كل صوره ومعانيه وأنواعه ولو أسقيته عسلا سيضع أمام هذا أسبابا مختلفة ومختلقة ولن يرضيه لو عملتمعه جميع الأعمال الجميلة فلا يرضيه إلا زوال النعمة التي عليك حتى لو أنه يعيشها في نفسه لكن قلبه مشتعل من الداخل وتفضحه سلوكياته وتعامله معك فيحسدك على كل نعمة أنعمها الله عليك ويفرح كلما حل بك نازلة ولا يبالي بل ويحدث الناس عنك وقت شدتك وقد يفسرها ويؤلها بتفسيرات انتقامية ويتآلى على الله في نقلها من ابتلاء إلى أنها جزاء وهذا النوع سيستمر زعله منك طول الحياة مهما أغدقت عليه وحاولت اكتفاء شره بخيرك يظل حاقدا حاسدا يرجو لك السقوط والمرض والفقر وكل ما يراه يقلل من شأنك ومكانتك .

إنعطافة قلم :
أسوأ الناس خلقا : من إذا غضب منك أنكر فضلك وأفشى سرك وقال عنك ما ليس فيك واتخذ من المنافقين بديلا عنك وافتخر بظلمه لك واعتبرها فهلوة وشطارة وهي في الحقيقة خسة وحقارة .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button