حسن شعيب

طلابنا .. هل يلتقونَ الأمير ؟!

لا يوجد دولة بالعالم تطوّرتْ وخطتْ خُطوات كبيرة ونقلات سريعة في نهضتِها ولم يكن التعليمُ وناشئتُها هم نقطة انطلاقتها الأولى ! ولم يكن المعلمُ ركيزةً مهمة في جودة تعليمها ، مع مواكبة مناهجها وسياساتِها لكافة التغيّرات العصرية ، وكان إنفاقها بسخاء على محاضِن ذاك التعليم أكبر استثمار لمستقبلها .

ومنذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030 في 25 إبريل عام 2016م – ونحن الآن مقبلين على السنة الثالثة – وعيون الشباب تترقّب أميرَهم محمد بن سلمان بآمال عريضة وأحلام كبيرة حُجزتْ لهم في خارطة المستقبل ؛ فمن أهم أهداف برنامج التحوّل الوطني 2020م المُعلنة : تطوير التعليم العام والعالي !

لقد عايشتُ خلال العاميْن الماضيين – كمعلم – ذاك التطلّع في عيون الطلاب للمُستقبل ، ودرجة الوعي التي ارتفعتْ لديهم في اختيارات التخصّصات ، والتوجه المهني الذي خلع عباءته القديمة ( بين علمي وأدبي محصورَيْن في وظائف متكرّرة ) إلى شباب طموح يرسم لنفسِهِ خطط عملٍ تتوافق مع قدراتِه الفعلية وفرصه الوظيفية في بيئةٍ يستشرفُها وقراءة لما سيكون عليه واقع المملكة بعد 5 سنوات !

لكنّ ذلك يحتاج – حقيقةً – إلى شفافية عالية من قبل أصحاب القرار والرؤية تحديداً في إيضاح الصورة كاملةً للمُستهدَفين الفعليّين الذين ستقوم على سواعدهم – بإذن الله – أعمدة مستقبل مُزهر .. إن شبابنا يحتاجون إلى مزيدٍ من الطمأنينة والثقة لما سينتظرهم ؛ حتى لا يبنون قصورَ رؤيتهم على الرمال ! هم بأمسّ الحاجة إلى مكاشفة جادة للفرص الوظيفية ومتطلبات سوق العمل مُسْبقاً ؛ حتى يُحْسِنوا الاختيار ، ولا يقعون في ظلماتِ شبح البطالة .. يحتاجون إلى من يسمَعُهم مباشرةً !

لقد كانت بداية العام الدراسي الجديد من وزارة التعليم صادِمة لكلّ ما سبَق ، ولعلّ المُفارقة العَجيبة أنها جاءتْ في تماسٍ تام مع آخر يوم في المؤتمر العالمي للمعلمين 2018 ؛ ليعودَ المعلمون إلى مدارسهم بعدَه بيوميْن ويُفاجؤوا بأن كل ما شاركوا فيه من أحلام وتطلّعات بذاك المؤتمر يتحطّم على واقع مدارس بمكيّفات لا تعمل ، وكتبٍ دراسية لم تكتمل ، وتعاميمَ وزارية بأهمية بداية الفصل الدراسي بفعالية وجدية !َ!

ومع كل ذلك لا تزال خيوطُ الأمل تُضيءُ طريقَنا في ظلّ قيادةِ البلدِ الشابة التي لاشكّ واعيةٌ لأهمية التعليم وخططهِ التي تحتاجُ إلى الكثير من التطوير والتغيير .. فأبناؤنا الطلاب باتوا يعُونَ أكثرَ من أيّ أحدٍ آخر مواطنَ الخلل والقصور ؛ لذلك أتمنى حقيقةً من أمير الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – أن يعقدَ لقاءً مباشراً مُعلناً يجمع فيه شباب المملكة ( من طلاب المرحلة الثانوية ) بكافة مناطقها التعليمية ، ويسمعَ منهم وحدَهم بعيداً عن قيادات التعليم وإداراته ؛ حتى لا يكون هناك أي ضغوطٍ على آرائِهم التي لاشك سترسمُ خططَ المستقبل على بصيرة ؛ فشبابنا لديه من الوعي الكافي والجدير بالاستماع له وتنفيذه ؛ فهم المستقبل حقيقةً وليسوا مجرّد مُستهدَفين أو شركاء فيه !

لقد أثمر لقاء ولي العهد الشاب مع الإعلام المحلي والعالمي قبل عام الكثيرَ من القرارات المفصلية التي ضربتْ الفسادَ في مَقتل ، وحاربتِ الإرهاب قولاً وعملاً ، وأسّستْ لثقافةٍ ومُجتمعٍ مُنفتحٍ على الحياة ، ولكنّ التعليم في مدارسنا ما زال يُعاني تلك المُفارَقة والازدواجيّة بيْن ما يعيشهُ الطلاب وما يتعلّمونَهُ بالمدارس !! وهذا يحتاج إلى أذُنِ أميرٍ تسمع ، وعيْنٍ ترى قرّتَها فيما يحملُهُ أولئكَ الطلابُ من أحلامٍ وأفكارٍ هم مَنْ يعانونَ ألمَها وأمَلها ، ويشعرونَ بتحدّياتها قبل أيّ أحد ! يكفي تلك العُقودُ من الوَكالةِ عنْهم .. فهل يُعطيهم أميرُنا هذه الفرصة ؟!

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button