عبدالله صالح العقيل

الوثيقة الثالثة عشرة: إبراهيم باشا يستولى على الرس وعنيزة ويتحرك نحو بريدة

الوثيقة الثالثة عشرة: 

وثيقة رقم(5/1ـ64) ورقمها في مجموعة الوثائق التركية (19592).
العنوان: إبراهيم باشا يستولى على الرس وعنيزة ويتحرك نحو بريدة.
التاريخ: 23م/1232.
جهة الإصدار: محمد علي باشا والي مصر.
الصادر إليه: الصدر الأعظم (ظهر ذلك من خلال سطور الرسالة).

الترجمة (يقول: لقد حاصر ولدي إبراهيم باشا قلعة الرس التي هي بمثابة المفتاح للدرعية. وكنت قلقًا لامتداد الحصار, ولكن الآن ولله الحمد والمنة وردت منه “تحريرات” متلاحقة دلت على أنه يحسن الأنظار العلية السلطانية, وفي 10 ذي الحجة أخذت قلعة الرس بالأمان. وبعدها تم الاستيلاء على قرية صابرة (الخبراء) التي هي ضمن سور على بعد 6 ساعات, وبعدها قرية عنيزة المشهورة بمتانتها وحصارها. وبعدها تحرك نحو قرية بريدة وجعل شيخها هجيلان (حجيلان) تحت الطاعة. ولم يجد بعون الله تعالى في وادي القصيم أي مخالف. وبات طريق الدرعية في قبضة اليد. ولذلك فإنه عند الوصول إلى بريدة جهزوا أنفسهم وتوكلوا على الله بالتحرك نحوها.

وأما ابن سعود فإنه قام من عنيزة إلى بريدة، ومن هذه اتجه إلى جهة لم تعرف بعد. وقال في ختام رسالته أنه سطّر هذا النصر وأرسله تفصيلًا وأرسله مع (التاتار) للإحاطة به علمًا. ولحلول سرور مسبقًا أعد هذه الرسالة للإعلام.

وأكّد في حاشيته المسطرة ذلك بقوله: الحمد لله تعالى .. وكما جاء في متن الرسالة من أن الدرعية صارت في اليد. إن هذا خبر سار نتمناه ونأمله بشرى من جناب الحق في الأيام القريبة وإنا له منتظر. نلتمس من جانب المولى المتعال أن تكون الدعوات الخيرية وحسن التوجّه من جانب حضرة السلطان مددًا للصادقين في خدمته آمين)أ.هـ.

تعليق: الوثيقة صورة والأصل محفوظ في تركيا. اللغة تركية والخط مقروء, الإثبات مؤكد، والدليل وجود الأصول في عداد المحفوظات الرسمية. الخاتم موجود في ذيل الرسالة، كما هو مبصوم في نهاية الحاشية.
صورة صفحة واحدة بلغة تركية عثمانية مذيلة بخاتم محمد علي, وتوجيه حاشية مقلوبة على الهامش الأيمن للصفحة مذيلة كذلك بالخاتم.
المترجم والملخّص: محمد صبحي فرزات.

# نستخلص من الوثيقة ما يلي:
ـ إن إبراهيم باشا فور وصوله إلى بلدة الرس, بادر بإحكام الحصار عليها. وكأنها هي المعنية له من كل بلدات نجد, كما أنه كان يرى هو ووالده بأن سقوط بلدة الرس هو سقوط حتمي للدرعية.
ـ إن إبراهيم باشا كان يقصد بلدة الرس بالذات، وكان يرى بأنه سوف يستولى عليها سريعًا, ولكن أهلها دافعوا عنها ببطولة وشجاعة لم يكن إبراهيم باشا يتوقعها. حتى عجز عنها وقبل من أهلها الصلح الذي يحفظ البلدة وأهلها.
ـ لا يزال محمد علي وابنه إبراهيم يرون بأن سقوط بلدة الرس الصغيرة يعني سقوط عاصمة نجد, قال: (التي هي المفتاح للدرعية).
ـ محمد علي باشا يبلّغ السلطان أن ابنه إبراهيم باشا كان قلقًا من طول مدة حصار الرس. لأنه كان يواجه موقفًا صعبًا من أهل الرس ودفاعًا مستميتًا منهم, بألاّ يدخل البلدة أو يؤذي أهلها. ولذلك لما رأى أن الحصار امتدّ بطريقة لم يتوقعها وافق على عقد الصلح مع أهلها. من أجل أن يخلّص نفسه من ورطة وقع فيها وهو لم يتوقعها. ألم يُقسم بأن يأخذها في يومين فقط ؟
ـ كما يفيد محمد علي باشا بأنه ورده من ابنه إبراهيم باشا عدة خطابات يفيده فيها بأنه في العاشر من ذي الحجة عام 1232هـ، قد انتهى من حربه مع بلدة الرس بالأمان وعقد معهم الصلح.
ـ كما يفيد بأنه قد استولى على قرية الخبراء, وبعدها استولى على قرية عنيزة المحصّنة تحصينًا قويًا. وبعدها تحرّك بجيشه نحو بريدة وأطاعه أميرها حجيلان.
ـ كما يفيد بأنه استولى على بقية قرى القصيم. وتحرّك بجيشه نحو الدرعية عاصمة الدولة السعودية.
ـ كما ذكر بأن حاكم نجد عبدالله بن سعود خرج من عنيزة إلى بريدة، ثم توجّه بعدها إلى جهة غير معروفة.
ـ ويذكر محمد علي باشا بأن ابنه إبراهيم باشا انتصر في نجد. والصحيح بأنه لم ينتصر في الحرب مع أهل الرس، ولكنه وجد منهم الصلابة في القتال والإصرار على النصر، وحماية بلدتهم وأسرهم.
ـ ثم يدعو محمد علي باشا لابنه بالنصر، وأن يعجل بفتح الدرعية التي صارت في اليد.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button