مع انتهاء العام المنصرم ١٤٣٩ هجرية وقدوم العام الحالي ١٤٤٠ هجرية، تتجلى دورة الزمان وحالة الإنسان في أوضح صورة لتعاقب الليل والنهار، وتسارع الزمن وتآكل الحياة وتلاشي ملذاتها وأحلامها، وكم هي قاسية الحياة، عندما تلقي بنعومتها وظلالها اللطيف بين قلوب الغرباء، بينما تقسو وتتجاهل وتتنكر لقلوب الأقارب والمحبين، عبر تفاعلات إنسانية متناقضة ومستفزة لجميع روابط الأواصر والمحبة، بين الأسر والأصدقاء والزملاء، وكم هي قاسية أيضًا عندما يكرر المحبون نفس الأخطاء وبنفس الطريقة، عند كل مفترق طرق واختلاف على توافه الأمور من متع الحياة أو حتى الاختلاف في وجهات النظر التي تنتهي بالقطيعة بين المتحابين…الوقت يمضي والحياة تتلاشى، والسنة الهجرية الجديدة بدأت، ولعلها تقول لنا، كفى قطيعة وفرقة وأحقاد، فالشيطان يتربص لبث الفتنة وإشاعة المزيد من الفرقة بين الأحباب والأقارب، قلوب أحبت بعضها فهزتها وساوس الشيطان وطوارق الزمان، ولم تثبت أمام أعاصير الحياة وأتربة الزمن التي تُثيرها بعض المواقف الشيطانية التافهة بالصدفة المحضة دون سابق إنذار…ياله من زمن مخيف ومن قلوب ضعيفة تنهزم أمام أول خطأ من هذا أو ذاك…إنها دعوة صادقة مني للعموم، باستغلال هذه الإطلالة الجديدة لعام ١٤٤٠ هجرية، وفتح صفحة بيضاء من التسامح والصفاء والنقاء، والعفو عن كل المسيئين والمتجاوزين، وليكن شعارنا (أهلًا بالعام الجديد، وعفا الله عما سلف) وكل عام وأنتم بخير.
0