عوضه الدوسي

فشل التجربة

عندما يشهد الخطاب الموجه حضوراً مكثفاً فيالتعمية والتظليل ويمتد بطريقة ساخرة سواء كانتمباشرة او غير مباشرة  , فإن أي متلقٍ حتماً سيقع في شباك العثرات وبراثن الفشل , وقد يصل الامرالى مرحلة الصد المعرفي , فالتجارب لدى اولئك النفر مسبقة بقرينة الفشل وبالتالي فإن اللحظة الراهنة هي فشل التجربة تماماً , وهي في الحقيقة لحظةيندى لها الجبين لأنها تطمس معها كل شيء فمقولة (انا افكر اذا انا موجود) منتفية وربما غائبة تماماً في قواميسهم , وصاحب هذا النهج بالضرورة ينتمي الى طبعه وليس الى السلوك الحضاري والمنهاج الصحيح في طرق التعليم والمعالجة , ففي اعتقادي ان أي خطاب موجه يتطلب الحضور الواعي الذي يراعى فيه نواحي الجفاء والغلظة والشطط والنفود وحالات الاستعلاء والفوقية وغيرها , على قاعدة ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوامن حولك)  لان الخطاب الذي يقود الى المعرفة لنقلالتجارب الوطنية على اختلافها بالتأكيد هو اسمى من غيره ,الامر الذي يتطلب معه حضور في الصبروالتأني وطولة البال, فالمهمة هنا نبيلة ومشرفةودائرتها سوف تتوسع تعباً لاتساع دائرة الوطن وستنتقل المعارف الى مضامين وحقول أخرى يتعزز فيها الحضور الفاعل في درب الوطن الطويل , خصوصاً إذا كنا نؤمن بأهمية الانسان ككادر وطني هام  يعول عليه في الحاضر والمستقبل , ومن ثم الشعور بان المجتمع هو من يشكل  تلك الاسرةالكبيرة في ادارة عجلة التنمية والاقتصاد والامنوغيرها في شئون الحياة المختلفة ويجب ان يظل هذاالعطاء وبتلاحم لهذا الكيان الكبير وعلى هذاالاساس وهذا المبدأ  ودون ذلك لن يتحقق أي شيءبل على العكس ينطبق علينا قول الشاعر حينما شعربالظلم من مجتمعه حيث يقول:

       وظلم ذوى القربى اشد مضاضة 

 على المرءمن وقع الحسام المنهد

  إن إنسان الوطن هو الثروة الحقيقة والمبدأ الاولفي تحقيق النجاحات والتقدم في كل الاصعدة , فلايظن الظانون ان المعرفة حكراً على الاكاديميين اوحتى غيرهم, لان هذا مفهوم غالط فالمعرفة يشترك فيها كل شرائح المجتمع والمنفعة متبادلة بصرف النظر عن الفروق الفردية بين الناس, عند ذلكستتعدد دوائر المعرفة وتتنوع وهكذا دواليك تنتقلالخبرات من دائرة لأخرى لتطال كل الابعاد الوطنية , بل قد تتجاوز جغرافية المكان بنفعها المتعدي الىشعوب اخرى على مبدا تلاقح الثقافات من خلال المدالمعرفي الذي اتاح للبشرية نظم من المعلوماتببرامجها المختلفة وعوالم من العولمة في القريةالكونية واستتباعاً لذلك فان اتاحة الفرصة لدخولالمعلومة لدائرة الاحتكام (العقل) هو في واقعهافرصة جميلة لتمكين الذات والاخر من النظر الثاقب بشمولية للرؤية الكلية للإنسان بالعودة الى الرجعالاول للبشرية (كلكم لادم) اذ لربما تستوقفنا جميعاً هذه اللحظة ونستلهم العبارة بوعي لأنها المنطلقالاول للنجاح والوقوف على الحقيقة بوعي كامل , فحينما تضع الاخر في حيز قيمته الأدمية تكونهناك مشتركات مدركة ومنطلقات علينا ان نسيرعليها نحو الغايات العُليا من اجل الوطن وانسانالوطن , فما وصلت اليه انت قد لا يكون محالاً علىغيرك ,ففي المضمون الوطني المشرف الركب فيقارب واحد هو قارب الوطن , فالغرق هو بالتخاذل وعدم الاصطفاف في الجال الوطني , والنجاة هيالاخرى ليست بتواتي الظروف والصدف وانما بالبذلوالعطاء والتضحية وبالشراكة المجتمعية , فقط عندذلك ينتفي مفهوم ( ما اريكم الا ما ارى) ومن ثمالعمل بروح الفريق الواحد , وهناك يتحدد تماثلالجميع بالوقوف على قدم المساواة , واستتباعاً لمتواليات مفهوم معنى الاستخلاف في الارضوخيرية الامة الذي تحفز في هذا الاتجاه وتقود اليشمولية هذا المفهوم , هناك يكون النجاح وحالاتالتقدم والنماء ويتحقق المعنى السامي لمفهوم ( واستعمركم فيها), لان النجاح في حياة المجتمعاتالبشرية هو في تعدد المهمات وتنوع التخصصات والمهن وهذا لاشك فائدة للفرد والمجتمع , ومن ثميكون النفع لكل جوانب الحياة بعلاقة طردية كلما زادالتنوع زاد الثراء وانفسح في الحياة جوانب أخرى متعددة وهكذا نمو مطرد لا يكاد يتوقف, , جماعالقول : من تجربتي المتواضعة في المشهد العام انالخطاب المستفز المثير للأعصاب يفقد حضور الشخص ويبرز معه حالات من العزوف عن الاداءفي اقل الادوار فضلا عن العطاء والتفاني وهذاالخذلان من الاخر لا أراه يخدم الوطن ولا يتفق مع سياسات القيادة العليا وفقها الله ولا حتى برنامجالتحول أو توجهات الرؤية الوطنية  2030 التي نتطلع في الوصول اليها .. الى لقاء

Related Articles

One Comment

  1. قرأت الموضوع الاول توسعت كثيرا في التعريف والشرح وجميل ماقدمت لم اتوقف عن القراءه رغم ان الكلام اوسع من مداركي ماشاء الله في الاخير كان الهدف واظح اشكرك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button