محمد القادري

الخطة العسكرية التي جعلت الحوثي بين فكي كماشة

التقدم العسكري الكبير الذي تحققه القوات المشتركة المسنودة بدول التحالف العربي في الحديدة، بالإضافة إلى التقدم العسكري الذي تحققه الشرعية المسنودة بالتحالف في محافظة صعدة، هذا التقدم بمثابة طريقة عسكرية محكمة عملاقة ستجعل ميليشيات الحوثي الانقلابية بين فكي كماشة الدولة الشرعية والتحالف العربي.

بناءً على مقياس المعركة العسكرية للحوثي في المناطق التي يسيطر عليها حاليًا، فإن محافظة صعدة تعتبر نقطة انطلاقة عسكرية، ومدينة الحديدة تعتبر مركز استقبال المدد العسكري من السلاح والخبراء الذين يأتون عبر التهريب من إيران وجنوب لبنان.
وإذا تحررت صعدة ومدينة الحديدة وأصبحت بيد الشرعية، فإن الحوثي أصبح عاجزًا عن إدارة معركة عسكرية يواجه فيها كثيرًا في بقية المحافظات التي يسيطر عليها كصنعاء وذمار وعمران وغيرها، والسبب أنه فقد نقطة الانطلاقة لصعدة فخسر الدعم الذي يدفعه من الخلف، وفقد مركز الإمداد مدينة الحديدة فخسر الدعم الذي يجعله يتنفس من الإمام ويحيا.
وسيبقى الحوثي بعدها في صنعاء وما جاورها بين فكي كماشة أما أن يستسلم ويرفع يده عن مؤسسات الدولة بدون قيد أو شرط، أو يموت حصارًا أو قتالًا بين فكي كماشة الشرعية والتحالف.

من جهة أخرى بناءً على قياس الحوثي كدولة فكرية طائفية واقتصادية، فإن صعدة تعتبر نقطة الانطلاقة الفكرية حيث تأسست فيها جماعة الحوثي وتربت وانطلقت، وعندما تتحرر صعدة وتصبح بيد الشرعية فإن الحوثي قد خسر موقع التمركز الفكري، وفشل مخططه الذي يقتضي تمركز جماعته في شمال اليمن كتمركز حزب الله اللبناني الإرهابي في جنوب لبنان.
بينما الحديدة تعتبر مركز الدعم الاقتصادي المقوم للحوثي في المناطق التي يسيطر عليها، وإذا تحررت الحديدة وأصبحت بيد الشرعية فإن الحوثي لم يعد لديه أي مقوم اقتصادي يستطيع عبره أن يظل واقفًا على أقدامه في صنعاء، وما جاورها من المناطق التي يسيطر عليها.

تحرير صعدة والحديدة تعتبر تحقيق موت عسكري للحوثي الذي سيموت في المنتصف مابين فك الشرعية والتحالف الذي يتجه نحوه من الخلف صعدة، والفك الآخر الذي يتجه نحوه من الإمام الحديدة.
بالإضافة إلى أن تحرير صعدة معناه موتًا فكريًا للحوثي وتحرير الحديدة معناه موتًا اقتصاديًا، وعندما تنتهي هذه النقاط الثلاث نقطة الانطلاقة الفكرية ومركز القوة العسكرية ومركز الدعم الاقتصادي، فسينتهي الحوثي ويموت فكريًا واقتصاديًا وعسكريًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى