علاقة المدير العام بالمنشأة

تعتبر وظيفة المدير العام من أهم الوظائف في المنشأة فهو حلقة الوصل بين المنشأة من جهة والموظفين والأهداف المراد تحقيقها من جهة أخرى .. ولهذا تتعدد مهامه ما بين التخطيط للعمليات وفق الأهداف الاستراتيجية والتنظيم ، وتوزيع المهام بين الموظفين ومساعدتهم في تخطي العقبات التي تواجههم ، وتوجيههم نحو أفضل الممارسات الإدارية ، والتحكم بمصادر الموارد المتاحة بشرية كانت أو مادية وكذلك مهام القيادة والرقابة .

ما أود الإشارة اليه هو إن هناك صلاحيات للمدير العام و يجب ن لا يتجاوزها على حساب مصلحة المنشأة وهذه أحد أهم إطارات الحوكمة فعلى سبيل المثال: لا يحق له إذا كان في القطاع الخاص أو الأهلي منح إجازات للموظفين – وهو أحدهم – فعادة يكون منح الإجازات متوافقاً مع لائحة تنظيم العمل في المنشأة .. وإلا فما فائدة تلك اللائحة إذا لم يكن هناك تطبيق لها ؟!

كما أن كسب رضا الموظفين لا يكون عن طريق استقطاع وقت العمل الرسمي وإقامة حفلات وأنشطة ترفيهية لأن وقت العمل أمانة يجب أن تؤدى للمنشأة مقابل المال الذي وافق عليه الموظف وأن يكرس للمنشأة وأعمالها واستثماراتها، وكسب عملائها .. خاصة إذا كانت المنشأة تعاني من تراجع في أدائها بسبب ظروف اقتصادية متنوعة تحاصرها ؛ فكل دقيقة عمل محسوب على المنشأة لتسخيرها بما يحقق أهدافها الاستراتيجية.. فإذا كانت المنشأة تعمل بنظام البصمة وكل دقيقة تأخير تسجل على الموظف فكيف يعطى الموظفون ساعات لإقامة حفل ترفيهي في ساعات العمل ..!! فأي حفل ترفيهي لا بد أن يقام خارج أسوار المنشأة وخارج وقت الدوام .. لأنها كيان اعتباري له احترامه ولائحة المنظمة وضرورة التقيد بالآداب الاسلامية والاحتشام في الملبس والمظهر والسلوك … وإذا كان ولا بد من إقامة لقاءات بين الموظفين للتعارف مثلاً أو تبادل الخبرات والآراء فلا بأس من ذلك لأنه يحقق مصلحة العمل وثانياً – وهو الأهم – أن تكون هذه اللقاءات مشتملة على تعريف الموظف لنفسه وأهم انجازاته في ذلك الشهر والتي لها أثر كبير على الارتقاء بالمنشأة .. وبالتالي نعمل على رفع الروح المعنوية للموظف وندعم ثقته بذاته من خلال شكره وتقديره لأن العنصر البشري هو أهم الموارد التي يمكن للمنشأة الاعتماد عليها وفي جميع المستويات الإدارية ودعمه المعنوي والمادي يعزز ولائه وانتماءه للمنشأة ..

كما أن ساعات العمل والتي يجب أن تكون 8 ساعات يومياً .. فإذا كان دوام المنشأة أقل من ذلك فيجب احتساب تلك الساعات بدقة خلال العام وجميع الأيام ويطالب الموظف بتعويضها في أوقات أخرى حسب احتياج المنشأة وبدون رفض أو اعتذار من الموظف .

إن أهمية دور مجلس الإدارة يكمن في إلمامه بالأنظمة واللوائح ومدى توافق عمل الإدارة التنفيذية مع تلك الأنظمة فضلاً عن وضع أنظمة و ضوابط الرقابة الداخلية ، واجراء مراجعة دورية للتحقق من فاعليتها والإشراف على اللجان وأعمالها ، ومتابعة للبرامج والمراقبة على أعمال المنشأة ، وإدارة الممتلكات والأصول ، والعمل على الاستدامة المالية ..وكل ذلك للانضباط وتحقيق أهداف المنشأة والمخرجات المرجوة منها ..
إنها الأمانة التي تبرأت منها السموات والارض والجبال وحملها الإنسان … فهل نحملها ؟!…