الباحة شامخة ليست الجدار القصير

أعتقد بأن الكثير من القراء والمتابعين لما ينشر في الواتس ولا أدري لإن كان قد نشر في تويتر والفيس بوك ذلك التهكم الذي صدر من مذيع في قناة الخليجية في أحد البرامج الجماهيرية عندما تحدث بلغة الإستفزاز عن ” رمان الباحة ” مستغربا ذلك الممثل بأن يكون سعر الرمانة الواحدة بقيمة ستة عشر ريالا ونشر صورة أحد رجالات الباحة من كبار السن حاملا في يده عينة من رمان بطحان في موقع المهرجان الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير حسام بن سعود أمير منطقة الباحة ولا أريد هنا تكرار تلك الألفاظ التي قالها عن هذا المنتج النادر على مستوى المملكة من حيث الجودة وكونه أحد مقومات السياحة الزراعية إلى جانب البن الشدوي وموز ذي عين وقمح دوس وعسل وزيتون الباحة ولوز جبال غامد وزهران وغيرها من المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المنطقة.

أنا هنا لا أدافع عن الرمان بقدر ما أتحسر أن يمر هذا التهكم الذي تناقله المنتمون لساحة الواتس على الأقل دون رد من جهات الاختصاص والعلاقة في المنطقة سواء هيئة السياحة أو الزراعة أو المركز الإعلامي التابع لمقام الإمارة أو الكتاب الصحفيين وهذه الجهات وغيرها جديرة بالرد ولديها القدرة على الرد على تلك الفقرة التي خص بها رمان الباحة وجعل منه مجالا للطقطقة والتريقة – إن صحت العبارة – مع الفرقة الموسيقية التي كانت حاضرة ذلك المشهد في الأستديو ومقارنته للرمان بالأرز البخاري واعتقد أنه من حقي ككاتب صحفي أن أتساءل وأعقب على فالتساؤل الذي أطلب الإجابة عليه من نفس المذيع : لماذا لم تتهكم على كرتون التمر الذي بلغت قيمته تسعين ألف ريالا ولازال موجود على اليوتيوب ولماذا لا تتهكم في كيلو الفقع الذي يصل سعره لأكثر من خمسمائة ريال أم أنك ترى الباحة هي الجدار القصير لتتهكم وتسخر من منتجها المتميز ( الرمان ) الذي يعتبر من أجمل وألذ الفواكه الموسمية محلياً وعربياً ربما التي تشهد إقبالا كبيرا على مستوى المملكة ودول الخليج بل ويذكر لي بعض المزارعين بأنه يتم حجز إنتاج مزرعته في وقت مبكر من مواطنين من الغربية والشرقية والوسطى والجنوبية يقدمونه هدايا لجودته العالية التي يجب أن نشجع أصحاب مزارعه وندعمهم ونشد على أيديهم لا نسخر من منتجهم ولا من سعره الذي يعتبر في ظل محدودية زمانه ومكانه والتعب عليه وتكاليف رعاية أشجاره سعرا عاديا مقارنة بمشروبات ساخنة نشتريها من الأكشاك بأسعار فعلا عالية كما هو سعر كوب الشاي والكبتشينو والاسبرسو والموكاتو أو بعض العصائر الطازجة بأسعار مبالغ فيها ومع هذا ندفع ولا نسأل كيف صنعتها لنا العمالة ؟ !!

أتمنى أن يقدم ذلك المذيع إعتذارا في برنامجه الجماهيري للباحة ومزارعيها والمسؤلين فيها ويقدم اعتذارا خاصا لذلك الرجل المسن الذي نشر صورته بدون إذن منه بنشرها في قناة تلفزيونية ومن حقه أن يقاضي تلك القناة ويطالبها بحق عدم السماح لهم بنشر صورته للاستدلال على رمان الباحة في فقرة مسيئة للباحة ولسياحتها ولمبيعات مزارعيها من الرمان موضع السخرية ولو ترك الحبل على غارب الكثير ممن يكتبون وينشرون عن منطقة الباحة أو غيرها بطريقة ساخرة تنال من طبيعتها أو من مواطنيها أو من مميزاتها التي ترى فيها انفرادا يشجع الناس لزيارتها ومعرفتها عن قرب فإن هذا سيؤدي إلى عزوف عن زيارة تلك المناطق يكون سببه هؤلاء الذين يستبيحون حرمات هذه المناطق بالتهكم عبر وسائلهم المتاحة المفتوحة على الفضاء بدون حسيب ولا رقيب وهذا قد كفلته لوائح النشر الإلكتروني والفضائي والصحفي وقوانين التعدي تلميحا أو تصريحا وإلا ستكون هذه الوسائل منصة لتصفية الحسابات أو وسيلة ومدعاة للذم غير المبرر في ظل الثورة الإعلامية التي غزت الكرة الأرضية وغطت سماءها وأرضها وإن كنت أحسن الظن في هذا الممثل المذيع بأنه قد لا يقصد الإساءة المباشرة ولكن من حقنا عليه أبناء منطقة الباحة مثقفين ومزارعين ومنظمين للبرامج السياحية الهادفة إلم يقصد أن يعتذر ويبين هدفه من تلك التهكمات التي أطلقها على رمان الباحة الذي بصورة غير مباشرة سيسقط على ذلك المهرجان وأولئك المزارعين ويصد الناس عن شراء الرمان بهذا السعرالعادي مقارنة بأسعار منتجات أخرى تفوقه في القيمة المادية وتقل عنه في الحجم والنوعية فهل سيفعل ؟؟؟ وهل سنرى من تأخذه الغيرة ويضيف شيئا جديدا لما رأيناه وعبرنا به في هذا المقام ولو بالإستنكار ؟!!

انعطافة قلم :
” اللي ما يعرف الصقر يشويه ” هذا مثل يتم إطلاقه على مواقف كثيرة مثيرة عندما تبخس الناس أشياءهم وأنت لا تعرف قيمتها الحقيقية فتتهاون بها وتقلل من شأنها دون الشعور بتأنيب الضمير ولهذا المثل قصة مفادها باختصار أن صقارا ضاع منه صقره فبحث عنه فوجده قد وقع في يد راعي غنم وهو يتعارك مع طير حبارى فقتله الراعي بحجر وشواهما معاعلى النارأطلق الصقار هذا المثل . وسلامتكم !!!!!