عندما تمر بنا الذكرى الثامنة والثمانين لتوحيد هذا الكيان العظيم -المملكة العربية السعودية- فإننا نقف معها جميعًا وقفة تأمل بكل معاني الإحساس والمشاعر الصادقة، وما ذاك إلا لما لهذا الوطن من خصوصية -حباها الله- إياه ليتفرد بها عن سائر الأوطان، ليقف بذالك راسخًا رسوخ الجبال الشامخة في اعتزاز وفخر وإباء.
ولا غرو فهو مهبط الوحي، ومنبع الرسالة وأرض الحرمين الشريفين.
منه انطلقت جحافل النور، مبددة دياجير الظلام،ناشرة رسالة الحق والمحبة والسلام.
وطن من سمائه نزل الوحي المبين على خاتم المرسلين، وفي ثراه قبره صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
وطن جعله الله يتبوأ موقعًا جغرافيًا متميزًا من العالم، مكتنزًا في جوفه خزائن الأرض ليكون من أغنى الدول.
عندما تمر بنا هذه الذكرى العطرة فإننا لنتذكر بكل الفخر والاعتزاز ماقام به البطل المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود(طيب الله ثراه) من بطولات تعد ضربًا من الخيال؛ لتوحيد هذه القارة المترامية الأطراف فوحد القلوب بعد الفرقة، والأرض بعد الشتات، وأسس دولة ذات سيادة وسياسة يحسب لها ألف حساب.
وما ننعم به اليوم من رخاء وازدهار ومانعيشه من قفزات كبيرة في مختلف المجالات في الكم والنوع لَتأكيد على حرص حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله)على راحة المواطن وسعادته.
وما رؤية المملكة ٢٠٣٠ وبرامج التحول الوطني ٢٠٢٠ إلا دليل على الخطوات التنموية المدروسة والأهداف الاستراتيجية المرسومة لوطن المستقبل الواعد بإذن الله تعالى.