نحمد الله تعالى أن أنعم علينا بمقومات النهضة التي بلا شك تذخر بها مملكتنا الحبيبة، تلك النهضة التي شملت كل مدن المملكة، شمالها ووسطها وجنوبها، غربها وشرقها، وقبل ذلك فخراً إننا نعيش قلب العالم الإسلامي، وتلك الأعداد المهولة من الزوار والحجاج والمعتمرين التي تفد إلينا، والحديث هنا عن محافظة جدة والبدايات، بإعتبارها البوابة البحرية والتجارية للمملكة، وما عاشته في ماضٍ تليد وأبوابها المنيعة، لتبقى جدة مدينة سعودية بإمتياز، جدة التي عاصرت العديد من الأمناء الذين يظل يخلد ذكراهم التأريخ والأمانة التي تقلدوها، وبعضهم مروا عليها مرور فلاشات، ما تلبث أن تلمعهم بعض صحافة صفراء وإعلام باهت، وظهورهم في ملتقيات بوعود، جلّها أو بعضها تكاد تمحيه نسمات البحر، طبعاً ليس بحر جدة الجميل، بل نسمات بحر الأربعين ووسطها والسبيل، وكم اشتكى من روائحها الآسنة الكثيرون ولكن دون جدوى، لتظل جدة عروس بل عجوز تنتظر مبضع جراح أمين، جراح يداويها بعد أن أصبحت وأمست تألف أوجاعها، وتلك التجاعيد المتناثرة على أزقتها وحواريها، بل وشواطئها التي تزاحم طولها جدُر متهالكة، تنتظر من يعيد نقشها بألوان طيف يعيد جمالها ويخيط حفرياتها، التي تشبعت بها طرقاتها وأرصفتها، والحديث يطول عن الألم البصري فيها وتلك البالوعات المكشفة التي خطفت أطفال وأبكت أمهات على فراقهم، نعم إنها محافظة جدة التي عشنا بداياتها والكنداسة وسقياها بعربات الكرو المحملة بالبراميل، ورجال السقا ومعاناتهم لتشرب جدة وتهنأ بماء عذب زلال، نعم إنها محافظة جدة وتأريخها ورائحة فرشها الطرف ومجالسها والرواشين، إنها جدة ذلك الثغر الجميل، الذي تنفق عليه حكومتنا السعودية بسخاء يفوق الحلم، لتبقى جدة أبهى عروس على البحر الأحمر، بل وتبقى حديث صفحات جينيس العالمية بين الثغور، وقد تعاقب على أمانتها العديد، ليبقى فارسي جدة وتلك المجسمات المنتشرة معالم وعنوان، لحلم ينتظر من يعيد نقشها وينفض ما علاها من صدء وتجاعيد، ليعيد رسم خارطتها وتلك الحدائق والأرصفة التي تقادمت، وتنتظر أمينها القادم معالي الأستاذ صالح بن علي التركي، وما يحمله من أنين سكان جدة وزائريها، وتاريخه في تجارة وصناعة جدة ودعمه لملتقيات الشباب ونهضتهم شاهد ودليل، والبداية من جدار أبحر والحزم الذي نعيشه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان والرؤية الحاضرة والمستقبلية للمملكة، لتكون أنموذج عصري بين الأمم، لا سيما وخروجه عن الخطابات المألوفة على مسامعنا لمن سبقوه، وتحديده للمهام القادم إليها، من عشوائيات متراكمة وحفريات متناثرة وبقالات وبسط باعة غير مرخصة بل وبعيدة عن أبجديات صحة البيئة، وإعترافه بثوب جدة البالي، جدة التي جنى عليها محبيها وعشاقها، لنقول حقاً: جدة غير ! وسياحتنا على شواطئها أجمل وذات نكهة عائلية تحفظ الحياء الذي تربينا عليه، والأمن الذي نعيشه خير جاذب لسياحة وطنية بإمتياز، والجميل في خطاب معاليه أن لم يحدد الفترة التي سيعيد لمحافظة جدة جمالها، لتكون أبهى عروس.
وليس ختاماً أذكر معاليه بأحد الأمثال المتوارثة: (أسمع كلامك أصدقك.. ! )، فهل يفعلها ويكسب التحدي والرهان؟ وتعود جدة عروس، تعيش شبابها ورؤية ٢٠٣٠ بأبهى حلة، وتكون مدينة جاذبة للسياحة في ربوع بلادي، ويتحقق الحلم الجميل الذي يتواءم وما تنفقه قيادتنا الحكيمة من ميزانيات ضخمة للإعمار والإقتصاد..!
الشكر والتقدير لامين جدة صالح التركي على هذا الانجاز الموفق , والسؤال لماذا امناء جدةالسابقين لزموا الصمت طوال السنوات العشرين الماضية ؟؟؟؟ ولعل ما خفي كان اعظم .