همسات الخميس
مثل التنوع التضاريسي والمناخي والاحيائي على امتداد رقعة المملكة العربية السعودية هناك أيضا تنوع في الألحان الشعبية، وإذا كانت الألوان الشعبية كثيرة جدا فإن ألحانها أكثر وأكثر، ذلك أن اللون الواحد قد تجد له ألحانا عدة تصل في بعضها إلى ثلاثين لحنا لا يجمعها إلا إيقاع اللون نفسه.
المجرور (على سبيل المثال) وهو لون شعبي في الحجاز له إيقاع واحد لا يتغير لكنه يأتي على ألحان عديدة لذلك أطلق عليها أهلها اسم المجارير، واللعب المكسور في الباحة (كمثال ثان) له إيقاع لا يتغير لكنه أيضا يأتي على ألحان عديدة لكل لحن نغمته ولكل لحن اسمه الذي يميزه عن غيره.
هذه الألحان عرضة للنسيان ثم للضياع مالم توثق، والتوثيق أن يتم حفظها على وسائط الحفظ التقليدية أو الحديثة كما فعل الأستاذ حماد السالمي الذي حفظ ألحان الطائف على أسطوانة ليزرية أرفقها بكتاب عن أغاني الطائف. لكن الحفظ الأهم أن يتم تنويت تلك الألحان على نوتة مكتوبة تحفظ اللحن وتيسر عزفه لنا ولغيرنا.
لقد عمد الفنان الكبير طارق عبد الحكيم إلى تنويت عدد من الألحان الشعبية ونشر ذلك في كتاب له عن أشهر الفولكلورات السعودية لكن ذلك العدد لم يجاوز عدد أصابع اليد ولعله قد ترك ضمن تراثه الضخم أكثر مما نشر، أما أنا وأبنائي فنعكف حاليا على تنويت ألحان شعبية كثيرة لكنها خاصة بالباحة فقط.
وعندما كتب الله لي حضور اجتماع منذ أيام مضت في مبنى وزارة الثقافة بالرياض اقترحت تنويت الألحان السعودية ضمن مشروع وطني كبير مستندا في كلامي إلى تجربتي الخاصة، وقد لقي اقتراحي قبولا كبيرا خلال الاجتماع وآمل أن يتحقق ذلك لتصبح ألحاننا محفوظة للخلي وللشجي وللثقافة والتاريخ.
تعجبني كثيراً مقالاتك خاصة تلك التي تهتم بالموروث الشعبي ، وطلبك هنا جميل جداً ليت الجهات الرسمية تتبناه وتقوم به ..
أما عملك أنت وأبناؤك أسأل الله لكم التوفيق .. ونتمنى مشاهدة امجازكم بإذن الله تعالى .